__________________
يجوزونه ووافقهم الشلوبينى وصححه ابن مالك وأبو حيان وجرى عليه ابن هشام في بعض كتبه.قال ابن مالك
وعود خافض لدى عطف على |
|
ضمير خفض لازما قد جعلا |
وليس عندي لازما إذ قد أتى |
|
في النظم والنشر الصحيح مثبتا |
وعلى كل فالحق مع الكوفيين فإنه قد جاء في التنزيل وكلام العرب قال الله عز من قائل ( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ ) بخفض الأرحام ، وهو قراءة أحد القراء السبعة وهو حمزة الزيات ، وقراءة إبراهيم النخعي وقتادة ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف والأعمش ورواية الأصفهاني والحلبي عن عبد الوارث وقراءة ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وابى رزين.
وقال أيضا عز من قائل ( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ ) سورة النساء الآية ١٢٧ فما في موضع خفض لانه عطف على الضمير المخفوض في « فيهن » ، وقال أيضا ( لكِنِ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ » الآية ١٦٧ سورة النساء ، فالمقيمين في موضع خفض بالعطف على الكاف في « إليك » أو الكاف في « من قبلك ».
وقول بعضهم : انه روى عثمان وعائشة انهما قالا « ان في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها » جرءة في الكلام والمصحف منقول بالنقل المتواتر عن رسول الله لا يمكن ثبوت اللحن فيه ، نعم لو جعلنا المقيمين عطفا على « ما » في « ما أنزل إليك » لكان متينا من القول وعليه فالمراد بالمقيمين الملائكة واهتمام الايات للايمان بالملائكة غير خفي وقال أيضا ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ » فعطف المسجد الحرام على الهاء في « به » ومن قال بكونه عطفا على سبيل الله فقد تولى محذور الفصل بين جزئي الصلة بأجنبي ومن جعله عطفا على الشهر الحرام فقد أفسد المعنى إذ لم يقع سؤال عن القتال في المسجد الحرام.
وفي هذه الآية المبحوث عنها « من » في موضع خفض عطفا على الضمير المخفوض