نعم وترى الهلال كما أراه |
|
ويعلوها النهار كما علاني (١) |
والحقّ عندي التفصيل وهو أنّ الكلام إن صدر عن أهل اللّغة لم يكن إقرارا وإن صدر عن أهل العرف كان إقرارا وهنا فوائد :
١ ـ في الآية الأولى إشارة إلى كون المقرّ ذا معرفة بما أقرّ به ، فيدخل في ذلك اشتراط بلوغه وعقله ورشده.
٢ ـ في الآية الثانية والثالثة إشارة إلى وجوب الحكم على المقرّ بما أقرّ به مطلقا كما يجب الحكم بالبيّنة ولهذا سمّاه شهادة ، فيكون الإقرار أحد أدلّة الحكم.
__________________
(١) البيتان من قصيدة لجحدر العكلي وكان لصا مبزا أى غالبا فأخذه الحجاج فحبسه فقالها في الحبس وأنشدها أبو على القالي في الأمالي ج ١ ص ٢٧٧ وص ٢٧٨ وأنشد أشطرا من أبياتها المبرد في الكامل ص ١٢٦.
ثم ان الحجاج على ما نقل البكري أرسل على جحدر أسدا قد جوعه له ثلاثا فبطش جحدر بالأسد فقتله ، فعفا عنه الحجاج ووصله ، لما رأى من جرئته وشدته.
وأنشد البيتين أبو عبيد البكري في سمط اللآلي ص ٦١٧ ونقل الميمنى في ذيله أن البيتين للمعلوك في العيون ١ : ١٤٩ والشعراء ٢٦٧ والنوبرى ٢ : ٢٥٨ قال البكري هذا أيسر ما يقنع به المتشوق ويتعلق به المتتوق كما قال جميل :
أقلب طرفي في السماء لعلها |
|
يوافق طرفي طرفها حين تنظر |
وأنشد البيتين في المغني ناسبا الى جحدر في الباب الأول كلمة نعم وأنشدهما الرضى غير ناسب في شرح الكافية في حروف الإيجاب ج ٢ ص ٣٨٢ ط اسلامبول.
والضبط في الأمالي والسمط والمغني وشرح الكافية « أليس الليل يجمع أم عمرو » وهو المناسب وأظن أن ضبط « أليس الله كما في الكتاب من غلط الناسخ وعلى أى فهو كذلك في النسخ المخطوطة التي راجعناه.
ثم ان ضبط البيت الثاني في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة ص ١٦٩ ناسبا الى المعلوك هكذا :
أرى وضح الهلال كما تراه |
|
ويعلوها النهار كما علاني |
والوضح : الضوء والبياض جمعه أوضاح كسبب وأسباب.