والقرحة ، فيعالج الرمد اولا حتى يزول سوء المزاج الذي لا يمكن ان تبرأ القرحة معه. ثم تعالج القرحة. اللهم الا يكون الرمد حدث عن القرحة فانه يكون تابعا لها فانه يزول بزوالها.
الأمر الثاني : ان يكون احدهما هو السبب الثاني كالدمعة مع الجرب (٢٣١). فانك تعالج الجرب وتحكه وتداويه بالأدوية التي تحدّر الدموع ولا تبالي بالدمعة.
والأمر الثالث : ان يكون احدهما اشد اهتماما كما اذا اجتمع سبل وقرحة ، عالجت القرحة بالاشياء المبردة المسدّدة ولم تلتفت الى السبل مع ما ان هذه الأدوية تضره. لأن القرحة كثيرا ما تفسد قشرات القرني فتفسد بفسادها العين ، والسبل ليس كذلك.
واذا اجتمع المرض والعرض ، فابدأ بالمرض الا ان يغلبه العرض. كما تترك في العين المخدرات والاشياف الذي يقع فيه الأفيون في الوجع الشديد الذي يكون في الرمد. وان كانت المخدرات كثيرا ما تفسد مزاج الروح الواصل الى العين بتخديره وتمنع الرمد آخر الأمر من التحليل سريعا وذلك يكون متى خيف على القوة اذا أفرط الألم. وفي العلاج بالحديد (٢٣٢) مما شاهدنا ، ينبغي ان يقدم بالعلاج ما لم يكن علاجه مانعا من علاج الأخر ويؤخر ما اذا عولج اولا ، ثم ورد على العين علاج ثاني فيفسد الأول. وذلك اذا اجتمع معك قرحة في القرنية وجرب الاجفان ، عمدت الى الاجفان اولا وقلبتها (٢٣٣) وجعلت عليها المغريات
_________________
٢٣١) الجرب هو المرض المعروف حاليا باسم التراخوما. وسيأتي بحث ذلك
٢٣٢) العلاج بالحديد يريدون به التدخل الجراحي
٢٣٣) في الاصل الكلمة غير واضحة وغير مقروءة تماما ولكن من سياق الجملة قدرنا انها (قلبتها). ثم ان جملة وجعلت عليها المغيرات ولعله يريد (المغريات). فقد جاء مثلا في تذكرة الكحالين ص ٣٧٧ (ان الكثيراء مسدد (مغري) مجفف مسكن للحدة واللذع).