افحص عن ذلك مع البرد فلم اجد سببا يعاضد ذلك غير التبريد الشديد.
من الكحالين اذا اشتد الالم فيعسر التحليل مع ما عندهم من المواد الفضلية في أدمغتهم وليس لشدة البرد ، فان أكثر سكان الاقليم الخامس شاهدتهم واستقريت أحوالهم في هذا الكتاب وكانوا على أفضل ما ينبغي. والظاهر من ذلك امر الهواء والماء وغلظه وستر بعض النواحي. فاما سبب الخفيف وهو التكدر فمن اسباب خارجية فتنشرها وتحسرها (١٥) مثل الشمس والصداع الاحتراقي في حمى يوم الاحتراقية. والغبار والدخان والبرد كالرمد العارض من الثلج لتقبيضه. وقد يعرض عن الضربة لتهيجها والريح العاصفة.
واعلم ان ما تحدثه (١٦) هذه الاسباب ليس بعظيم ما لم يعضده امتلاء من داخل البدن. وقد يعرض رمد عن خدشه. وذلك ايضا من الاسباب البادية. فقد تتغير احوال الفصول كما بينا قبل. فيكون ذلك سببا (١٧) لحدوث الارماد. كما اذا سبق شتاء (١٨) شمالي وتلاه ربيع
_________________
ـ عدوا السبل مرضا وراثيا ذلك لانه من النادر من لم يصب بالجرب. وحتى اوائل الثلاثينات من هذا القرن كانت الاصابة به تتجاوز ٩٠ % في العراق وحده
١٥) في الاصل (فاما سبب الخفيف وهو التكدر فمن اسباب خارجه بسرها ولحمرها ..) الظاهر انه يريد ان يقول ان كثيرا ما يحدث تكدر العين من الحرارة وحرارة الشمس بصورة خاصة كأن يصاب بالرعن (ضربة الشمس) الذي يؤدي الى تكدر في العين والحمى الشديدة وكذلك الغبار والدخان. وقد ذكر ابن سينا في قانونه ج ٢ ص ١١٤ : ان البلاد الحاره ترمد كما يحدث من الحمام الحار جدا اذا دخله الانسان يوشك ان يرمد.
١٦) في الاصل : (واعلم ان ما يحدث هذه الاسباب)
١٧) في الاصل : فقد تتغر احوال الفصول كنما ينا قبل فلون نعت سببا (الكلمات غير مقروءه جيدا)
١٨) في الاصل : كما اذا سبق شتا سمالي وتلاه ربع جنوي مطير