المجاري وتفتح لمسامها. وقد يكون الرمد سبب عدم الهضم. وقد تكون كثرة المواد سببا لعظم الرمد وكذلك رداءة كيفية المادة (١١).
واعلم ان الاقاليم والبلدان والاهوية لها اثر عظيم في توليد الارماد (١٢). فان البلاد الحارة كثيرا ما ترمد عيون سكانها بسبب سيلان موادهم وبخاراتهم. الا ان ارمادهم تكون سريعة الزوال لتخلخل مسامهم ولين طبائعهم ، اللهم الا ان فاجأهم برد فحينئذ تحبس (١٣) تلك المواد فيطول مكثه. وكذلك الازمنة قد تكون سببا. فان الصيف والخريف يكثر فيهما الرمد. وفي الشتاء والوقت البارد كما قلنا في البلاد. الا انها لا تزول سريعا في الشتاء بسبب عدم التحليل. وربما انفطر الصفاق بسبب شدة تمدد يعرض به لاحتباس المادة عن البرد. وقد شاهدت في همذان اكثر ارمادهم تؤول الى السبل (١٤). وكنت
_________________
١١) في الاصل : وقد تكون كرة السواد سببا لعظم للرمد وكذلك رداه كيفه الماده. وفي القانون ج ٢ ص ١١٣ : واعلم ان رداءة الرمد بحسب كيفية الماده. وعظمه بحسب كميه الماده
١٢) في الاصل : في توليد الاورام وقد شطب المؤلف كلمة الاورام وكتب بجانبها (الارماد)
١٣) في الاصل : وليد طبائعهم اللهم الا ان فلجاهم نرد محيئد بحليس فتلك
١٤) السبل : ويسمى بالفرنجية حديثا Pannus. يسمى باليونانيه قرسوفثالميا Kersophthalmia والمهم لدينا هنا ، ملاحظة انتشار الرمد الحبيبي ، حيث ان اكثر الاصابات ـ كما يقول ـ تؤول الى احداث السبل. ومعنى قوله يدل على شدة انتشار الجرب (التراخوما) اذ ذاك. والحقيقة ان لهم كل الحق في جهل منشأ السبل ومنشأ الرمد الحبيبي (الجرب) ذلك لان عوامل العدوى وهي الجراثيم لم تكتشف الا في أوائل القرن التاسع عشر ، أو بالاحرى بعد اكتشاف المجهر (المكرسكوب) من قبل ليفنهوك ١٦٣٢ ـ ١٧٢٣. أما عامل الجرب أو الرمد الحبيبي فقد اكتشفت حمته (فيروسه) قبل سنوات قليلة سنة ١٩٥٧ من قبل عالم صيني. وقد اقر العرب قبلا عدواه دون ان يعرفوا عامله. ولذا