ان يستفحل وينتقل ورما ظاهرا حقيقيا. ومن اصناف الرمد ما يتبع الجرب في العين. ومن اصناف الرمد ما له دور ونوايب بحسب دور انصباب المادة. ومنه ما يكون معه وجع شديد. ومنه ما وجعه اقل الاسباب.
لما كان الرمد الحقيقي ورما في الملتحمة كانت الاسباب التي تعرض منها كاسباب الورم في غير العين. فاما ان يكون سبب الورم خلط او ريح او سبب من خارج باد. فالخلط اما ان يكون دما او صفراء او بلغما او سوداء او ربما كان الخلط متولدا فيها وربما كان صايرا اليها من الدماغ على سبيل النزلة. اما من طريق الحجاب الداخل او طريق الحجاب الخارج المجلل للرأس (٨). وبالجملة من الدماغ ونواحيه. فانه اذا اجتمع في الرأس مواد كثيرة وامتلاء فأقمن بالعين ان ترمد الا ان تكون قوية جدا. وربما كان الرأس (٩) يصير اليها فضلاته وربما لم تكن المادة صايرة من ناحية الدماغ بل من اعضاء اخرى لا سيما ان كانت العين لحقها سوء مزاج ما جعلها قابلة الآفات بسبب ضعفها. وكثيرا ما يكون ذلك سببا لا حالة ما يأتيها من الغذاء الى الفساد فيكون الرمد من هذا السبب لا من جهة الدماغ ولا من غيره وقد يكون الجحوظ سببا لقبوله عظم الرمد بسبب النتوء (١٠). ومثل المادة في الاصل الى العين والرطوبة الغالبة عليها قد يكون سببا لا سيما مع سعة
_________________
٨) في الاصل : أو طرتق للحجاب الخارج المحلل للرأس).
٩) في الاصل : وربما كان الرأس يصهه. واضاف ابن سينا الى ذلك قوله (وربما كانت الشرايين هي تصب فضولها اذا كانت الفضول تكثر فيها سواء كانت الشرايين من الداخله او الخارجه (القانون ج ٢ ص ١١٣)
١٠) في الاصل : وقد يكون الحجوظ سببا لقبوله عظم الرمد بسبب النتوء
وجاء في القانون ج ٢ ص ١١٣ بعبارة اوضح : ومن كانت عينه جاحظة فهو اقبل لعظم الرمد ونتوئه لرطوبة عينه واتساع مسامها.