يقي (٣٢) البدن من الأفات الوارده عليه من خارج. فمعنى قولنا عضو اي جزء من البدن منحاز بتحيّز (٣٣) خاص. ومعنى قولنا آلي. نعني به العضو الذي لا يطلق (٣٤) على الجزء منه اسم الكل ولا حدّه. فان جزء العين لا يقال له عين. وقولنا مدرك نعني به انه يصل اليه بواسطة العصب من القوى النفسانية ما يكون حساسا به. وخصصنا الادراك باللون لأن حاسة البصر دون سائر الحواس تدرك اللون المخالف للهواء المستتر بضوء الشمس (٣٥) وقولنا يقي البدن (٣٦) من الآفات فصل عانى (٣٧) له الا انها لا تدرك ما كان مستورا محجوبا (٣٨) فلذلك قلنا من خارج
الفصل الثاني
في شرف العين وكونها موقية
العين عضو شريف ، والدليل على شرفه ان الرأس لم يخلق الا لحسن حاله. قال جالينوس : ان الرأس لم يخلق لأجل السمع ، ولا لأجل الشم ، ولا لأجل الذوق (٣٩). فان هذه القوى توجد في الحيوان العديم الرأس (٤٠) ، لكن الغرض منه حسن حال العين
_________________
٣٢) في الأصل : يوقي البلز.
٣٣) في الأصل : بنحاد بتجبز.
٣٤) لا ينطلق على الجزو.
٣٥) بضو الشمس. (في الاصل)
٣٦) في الأصل : يوقى البلر. ويلاحظ بأن المؤلف كرر كتابة الجملة بنفس الخطأ الذي كتب بها نفس الجملة قبل بضعة اسطر.
٣٧) هكذا وردت الجملة في الأصل. ولعله يريد (فعل علني) أي غير مستور أو لعله فصل ثان.
٣٨) جاء في الأصل منسوبا مجحوبا ملدكد (هكذا).
٣٩) ان جملة (لأجل الذوق) جاءت في الحاشية بخط يغاير خط المؤلف وبحبر يختلف عن الحبر الذي كتب فيه الكتاب. كما ان كلمة الذوق جاءت بالزاي (الزوق).
٤٠) جاء في الاصل : العديم الرأس. والاصح أن يقال : عديم الرأي