من كثرت في عينه الامراض والاوساخ والارماص (٢٤) والقروح والدموع استقذارا منه وأنفة ، وأن ينوي الخير للناس كافة ، ولا يقصد أذى (٢٥) احد من المخلوقين بصناعته. ويرفق بالضعيفين (٢٦) والمساكين. وان امكنه
وان يكون مطراقا لا مطرافا (محدّقا) (٢٧). لا يستنكف من مداواة ويصير معتقدا فيه. وبالجملة فكل خلة (٢٨) جميلة اذا تخلق بها الانسان في اي صنعة واي علم لم تكن لها بهجة كما لو (٢٩) فعلها الطبيب لكثرة اعتباره عند الناس بسبب الحاجة الماسة اليه (٣٠).
الفصل الاول من القسم الاول
من الجزء الأول من النهاية في الكحل
في حدّ العين
نبدأ بحد العين حيث كانت موضوع الكحل ، لأن الحكم على الشيء فرع على معرفته (٣١) ، فنقول : ان العين عضو آلي مدرك للألوان
_________________
٢٤) الارماص : يريد بها القذى والصديد الحاصل نتيجة لالتهابات العين.
٢٥) في الأصل : (أذا) بالألف الممدودة.
٢٦) في الأصل : بالضعيفي.
٢٧) هكذا وردت الجملة في الأصل. ولعله يقصد بأن من الأفضل أن تكون معالجته للمرضى مجانية.
٢٨) حله حميله.
٢٩) في الأصل كمل فعلها الطبيب.
٣٠) لقد ورد مثل هذا الكلام في مقدمة كتاب جراحة العين لمؤلفه الاستاذ الدكتور ستللارد Stellard. وهو من اشهر جراحي العين المعاصرين (الطبعة الثالثة ١٩٥٨) حيث قال : ينبغي أن يتحلى جراح العين بالهدوء والصبر والذكاء والعلم الغزير مع سرعة البديهية وخفة اليدين. وأن يتمتع بصحة تامة وحدة البصر وقوة الذاكرة واللطف والمشاركة الوجدانية للاخرين ... الخ.
٣١) هكذا جاء في الأصل. ولعله يريد ان الحكم على الشيء يتطلب معرفته.