التصرف والبطش والعمل الى جهة امام. فان الابصار الى الجوانب والى فوق والى اسفل والى خلف مما لا يستغني عنه في كثير من الاحوال. فجعلت العين كريّة الشكل ليكون الجزء الظاهر من ثقب العنبي مقابلا لأكثر من جهة واحدة ، لا من اجل حدبتها ليس انما يقابل ما هو على حقيقة محاذاتها فقط ، بل وما عن الجهات الأخر ايضا الى حد ، ثم لم تجعل شديدة الاستدارة لتقابل من المرئي اكثر مما يلقى المستدير. بل جعلت مائلة الى التفرطح. ثم جعلت العين متحركة في الجوبة الى جميع الجهات لتقابل بحركتها ما يفوت من حدبة ثقب العنبى مقابلته. ثم جعل جملة الرأس مركبا على العنق ليمكنه التحرك كثيرا ولجهات (مختلفة) (٥٣) ليقابل ما يفوت العين مقابلته فيتم مقابلة جميع الجهات مع وضعها امام. وحتى اذا جمعت بين هذه المقابلات نحو جهة واحدة بلغت اقصاها. واذا جعلت بعضها الى جهة وبعضها الى جهة اخرى أبصرت فيما بين ذلك. فتدرك اكثر اقطار البدن وتطلع عليه
الفصل الخامس منه
في وصف اجزاء العين التي تركبت منها
اعلم ان العين مركبة من اعصاب واغشية ورطوبات وعضل وصفاقات وعروق (٥٤) فلنذكر كيفية تركيبها جزءا جزءا من اجزائها (٥٥) بحسب الطاقه
_________________
٥٣) ان جملة (على العنق ليمكنه التحرك كثيرا) جاءت في الأصل في حاشية الصفحة بخط هو غير خط المؤلف. وجاءت كلمة (مختلفة) معترضة غير ذي معنى.
٥٤) وردت نفس الجملة في كتاب تذكرة الكحالين ، ولكن بخلاف بسيط وهو ان مؤلفنا قد ذكر كلمة صفاقات بدلا عن كلمة طبقات التي التي ذكرها علي بن عيسى في تذكرته.
٥٥) جاء في الأصل : فلنذكر كيفية تركيبها جزا جزا من اجزابها بحسب الطاقه.