مفضيا تجوف احدهما الى الاخرى ، فلترجع الروح الباصر والقوة الباصرة من احدى العينين اذا فسدت او غمضت (٤٩) وتميلا باجمعها الى العين الصحيحة أو المفتوحة فتقوم احداهما عند ذلك في قوة الابصار مقام العينين معا وتصير تبصر في جهات اكثر مما كانت تبصر (٥٠) وان لم تبصر في جميع الجهات التي تبصرها العينان معافا ما كونها عاطفة على كل واحدة من الشعبتين الى العين نشأت هي من الدماغ لامالة احدهما فوق الاخرى مقاطعة اياها. فان هذا الوضع وان كان يمكن ان يجعل منه انفتاح احد التجويفين الى الاخر ، فان احدى الشعبتين تصير فوق الاخرى (٥١) فأمّا ان لا تنتهي احدهما على استقامة الى العين فيكون ابصار العين التي مرور شعبتها غير مستقيم أنقص ، واما ان ينتهي الى العين على استقامة فلم يكن وضع العين على سطح واحد مستقيما وسنوضح هذا فيما بعد فابصرت كل واحدة منهما على حالها (٥٢) وكان يرى صاحبها شيئا واحدا بشيئين كما يكون عند ما ترفع او تحط احد العينين إما بسبب او بقصد من صاحبها كما في الحول. وسنستقصي بيان هذا عند ذكرنا العصب النوراني. ثم وان كانت العين امام البدن لأن اعضاء الحركه وانبعاث القوة للحركة وتوجه البدن جملة نحو
_________________
٤٩) في الأصل : من احدى العين اذا فسلت او عمصت.
٥٠) يريد بذلك ان الساحة البصرية للعين الواحدة المفتوحة تكون اوسع مما لو فتحت العينان معا. وهذا هو غير الواقع حديثا.
٥١) هنا لا يزال يتكلم عن العصبتين المجوفتين قبل وصولهما الى المقلة. أي يتكلم عن منشأ كل عصبة من العصبتين وكيفية اتصالهما داخل الدماغ وانفتاح تجويف احدى العصبتين على الاخر ثم انعطاف كل عصبة الى عين بعد خروجهما من الجمجمة الى كرة العين.
٥٢) ذلك لان مرور الروح الباصر يكون متباينا في كل عصبة مجوفة من العصبتين اذا ما اختلفت استقامتهما ، وهذا ما يشاهد أيضا في تضاعف الرؤية عند حدوث بعض انواع الحول.
وقد وردت جملة على حالها في الأصل (على حيالها).