واما ابرخس : فكان يرى ان الشعاع يخرج من كل واحدة من العينين (١٣٩) وينبسط فيلقى المبصرات على نهاياتها فيكون كالايدي التي تلمس ما كان خارجا عن البدن وتؤدي ذلك الى القوة الباصرة. وجالينوس برهن براهين هندسية على صحة هذا الرأي في كتابه (في منافع الاعضاء).
وأما افلاطين : فكان يرى ان البصر يكون باشتراك الضوء (١٤٠) البصري بالضوء الهوائي وسيلانه فيه بالمجانسة التي منهما. وان الضوء الذي ينعكس عن الاجسام ينبسط في الهواء لسيلانه وسرعة استحالته فيلقى الضياء الناري. وهذا الرأي يسمى (اجتماع الضياء لافلاطين).
فهذا ما امكن بيانه في هذا الكتاب. وليس هذا مقام نبرهن فيه على ذلك من طريق اخر فنخرج عن علم الطب فضلا عن الكحل الذي هو جزء منه. وقد أوضحنا ذلك بحسب الامكان في مقالة مفردة في كيفية الابصار دون سائر الحواس والذي يلزم الكحال ان يعرف ان الروح الباصر والقوة الباصرة اذا كانت اجزاء العين سليمة يكون الابصار وليس عليه ما سوى ذلك بل هذا مما يلزم الحكيم ولا يضر الكحال معرفته لكن لا يجب عليه ان يبرهن (١٤١) من جهة انه كحال فيغلط (١٤٢).
_________________
١٣٩) في الاصل : يخرج من كل واحد من العنين
١٤٠) في الاصل : (ان البصر يكون باشراد الضو البصري بالضو الهواي ... الخ ـ وهذا الرأي يسمى ـ اجتماع الضيا لافلاطين ـ. وسماه حنين بن اسحق في المقالات العشر ـ الشعاع الافلاطوني ـ
١٤١) في الاصل ـ لا يجب عليه يبرهن عليه ـ
١٤٢) تعليقنا نحن حول كيفية الابصار في الطب الحديث ، حيث نقول :
بقيت هذه النظريات في تفسير الرؤية منذ عهد الاغريق سائدة حتى