العين لازما مكانه. والجفن الاعلى منفتحا عند الحاجة الى البصر (١٤٥) منطبقا عند التغميض. وجعل الجفن الاسفل اصغر من الجفن الاعلى. لان من شأن الاسفل اللزوم ومن شأن الاعلى ان يكشف عن العين وان يسترها. فيجب ان يكون ملبسا على اكثر من نصفها. فيتم الابصار على ما ينبغي ولو كان الجفن الاسفل اعظم مما هو لكانت الفضول (١٤٦) المنحدرة من العين كالرمص والدمع تجتمع فيه ولا تسيل منه. وكان هو بنفسه يسترخي عن العين ولم يكن يلزمها ويعهدها من اسفل واجزاء الجفن جلد ثم احد الطاقين والغشائين ثم العضل. وسنذكر العضل ثم الطاق الاخر في الاخر. والجلد فهذا هو الاعلى والاسفل. واما الاهداب فتفيد لسوادها في جمع الضوء وتعين في أوضاع الجفن وتمنع بعض المنع. وهي شعر (١٤٧) الحاجب بمنزلة السياج حول الشيء. وخلقت الاجفان اصلب من العين والا لما صلح ان يكون غطاء ووقاية. ثم لم تجعل شديدة الصلابة من جوهر العظام والغضاريف والا لم يكن شيء يتأتى لها الحركة. وكانت مع ذلك تنكأ في العين بصلابتها (١٤٨).
_________________
١٤٥) في الأصل : منطبعا. كما ان المؤلف كرر من الجملة كلمة (الاعلى) بالالف الممدودة وقلما كان يكتبها بالالف المقصورة في كل تضاعيف الكتاب.
١٤٦) في الاصل : لكانت الفصول ويريد بها الفضول أو الفضلات.
١٤٧) في الاصل : وهي وسعر الحاجب بمنزلة الساح. يلاحظ أن الموءلف في جميع كتابته ما كان ليهتم بتنقيط الكلمات. وقد اشرنا الى ذلك كثيرا.
١٤٨) الاجفان يختلف وصفها للتشريحي والنسيجي بالطبع بالنسبة لما وصف المؤلف. فهي الان تعرف : بانها عبارة عن ستارة متحرّكة واقية أمام الكرة العينية. وتتركب من الامام الى الخلف من :
(١) طبقة الجلد (٢) نسيج ليفي رخو (٣) عضلات (٤) صفيحه غضروفيه (٥) غشاء الملتحمه. وتنبت الاهداب من الحافه