واما اعتبار اللون فالشعلاء أعدل والشهلاء قريبة منها. وابعدها عن الاعتدال الزرقاء. وأقرب من بعدها الكحلاء. وهذا أمر أكثري يقع غالبا. لا أن كل فرد من أفراد كل قسم من الاقسام التي ذكرنا يوجد البتة (١٥٩). كذلك فربما خالف لكي يكون قليلا والوجه الثاني ان لا تكون معتدلة بل تكون أميل الى احد الكيفيات اعني الحرارة أو البرودة. واما الرطوبة او اليبوسة وقد تكون مركبة فتصير ثمانية. وهذه الثمانية تكون صحية وغير صحية. والصحية قد تكون بمادة وبغير مادة فتصير ستة عشر. وسنستقصي ذلك عن قريب ان شاء اللّه.
الفصل الثاني منه
في ألوان العين (١٦٠)
اعلم ان الوان العين مختلفة. فمنها بالطبع ومنها بالعرض. ومنها ما يوجد بحالة وقت الولادة ثم تتغير. ومنها ما لا يتغير. ومنها ما
_________________
١٥٩) ربما ان المؤلف أراد من جملة (يوجد البتة) بأن ما ذكره ليس أمرا قطعيا وانما هو أمر أكثري أي بالاكثرية أو الغالبية (وهذا أمر أكثري يقع غالبا).
١٦٠) في الوان العين : اسهب المؤلف في الشرح عند كتابته فصل الوان العين. بينما لم يعر غيره ذلك ولم يهتم مثل هذا الاهتمام. فقد فقد جاء في تذكرة الكحالين شرح موجز عن الاسباب التي تكون بسببها لعين كحلاء او زرقاء او شعلاء او شهلاء ـ انظر التذكرة ص ١١ ـ ١٣ ـ ولقد حذا مؤلفنا حذو الاغريق عند ذكرهم العنبية (ايرس Iris). اذ اعتبروا للعين أربعة ألوان. فذكروا العين الكحلاء (الشديدة السواد بما فيها الاشفار. ثم ذكروا الشعلاء (جاء في المعجم الوسيط : الاشعل من الناس هو من كانت في عينه حمرة خلقة (ثم ذكروا الشهلاء) جاء في المختار من صحاح اللغة : الشهلة في العين : ان يشوب سوادها زرقة. وجاء في الوسيط شهل اللونان شهلا اي اختلط احدهما بالاخر. والشهل ان يشوب انسان العين حمرة ـ. ثم ذكروا العين الزرقاء.
ان الاغريق عند ما ذكروا العنبيه قالوا ان هناك غشائين ، وان احد الغشائين وهو الذي يلتحم بالجليدية يكون على هيئة قوس يقال له