يتغير عند الشيخوخة وبرد المزاج. ومنها ما يختلف بحسب البلدان والاصناف. ومنها ما يتغير لونها بحسب المرض. اما الالوان التي بالطبع فهي اربعة الشعلاء والشهلاء والكحلاء والزرقاء. واسباب الزرقة اما من عظم الرطوبة الجليدية او ظهورها الى القريب من العنبي او من صفاء الروح الباصر او ان يكون متوقدا او من قلة الرطوبة البيضية او ان تكون صافية او من قلة سواد الطبقة العنبية.
واما اسباب الكحولة فمن اضداد هذه الاسباب الفاعلة للزرقة. واما اسباب الشعولة والشهولة ، فاذا وجد بعض الاسباب الفاعلة للزرقة مع بعض الاسباب الفاعلة للكحولة كان ذلك. وقد يوجد في
_________________
(ايرس) لمشابهته (قوس قزح) وهو ما سمي بعد ذلك (بالقزحية). ولم يميز لا العلماء الاغريق ولا العلماء العرب بين القزحيه ـ العنبيه ـ وبين الجسم الهدبي (وهو امتداد الطبقة المشيمية حتى اتصالها بالقزحية) ، ودعوهما كليهما بالعنبية. ولا شك ان الالوان التي تحملها القزحية لها عوامل بيئية ووراثية. وقد أرادوا حل طلسم تلك الالوان فأسهموا في البحث عن عيون الصقالبة والحبشيين وأهل مختلف الاقاليم المعروفة ـ انظر كتاب العشر مقالات ، النص الانكليزي ص ٩ والنص العربي ص ٧٨ ـ. ولقد اوردوا لكل لون من ألوان العين عوامل متعددة لحدوثه. فقالوا مثلا كما جاء في تذكرة الكحالين ص ١١ ـ ١٢ :
(أذكر في هذا الباب من كم سبب تكون العين كحلاء : العين تكون كحلاء من سبعة اسباب وهي اما من نقصان الروح الباصر ، واما من كدورته واما من صغر الرطوبه الجليدية ، واما من انخفاضها ، واما من كثرة الرطوبة البيضية ، وأما من كدورتها وأما من شدة سواد الطبقة العنبية ـ. وقد جاء مؤلفنا بنفس الاسباب اذ قال : ان اسباب الكحوله هي ضد الاسباب الفاعله للزرقه ، والاسباب الفاعله للزرقه هي اما من عظم الرطوبة الجليديه او ظهورها الى القريب من العنبي او من صفاء الروح الباصر او ان يكون متوقدا او من قلة الرطوبه البيضيه او ان تكون صافيه او من قله سواد العنبيه.
١٦١) ان جملة (كالنبات أو ما ينبت لا يكون ظاهر الصبغ بل يكون الى البياض) جاءت في الهامش بخط المؤلف. ولكن كلمة لا يكون ، جاءت في الاصل (لا يكن).