فرق بعض بين المعجزة والكرامة بأن المعجزة تختص بالانبياء ، والكرامة بالاولياء.
وفرق آخرون بينهما بأن المعجزة هي ما ظهرت على وجه التحدي ، والكرامة ما ليس فيها تحد.
والظاهر أنه لا فرق بينهما ، والشاهد على ذلك أنه ربما يأتي الولي بما يأتي به النبي من المعجزة ، كشفاء المرضى.
فلماذا تسمى إحداهما معجزة ، والأخرى كرامة؟!
وقد يأتي النبي بمعجزة ليس فيها تحدي ، ولم نقرأ أو نسمع أحداًَ سماها كرامة.
فيبدو أن كلمة ( كرامة ) ليست سوى إصطلاحاً مخترعاً (١) ، ولا تفترق عن المعجزة في معناها.
فما هي المعجزة؟ ولماذا يؤتى بها؟
المعجز في اللغة عبارة عمّا يعجز الغير ، كالمقدر فإنّه عبارة عمن يجعل الغير قادراً.
« وأما في العُرف : فهو الخارق للعادة ، الذي يظهر من جهة الله تعالى ، الدّال على صدق من ظهر عليه » (٢).
__________________
(١) ولعلها من مخترعات الصوفية ، نحلوها أولياءهم ، ثم تسربت منهم إلى غيرهم.
(٢) المنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد : ص ٣٨٤.