السلام ) يسأل من الإمام عن سبب إعطاء الله تعالى المعجزة لهم وللأنبياء.
قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) لأي علّة أعطى الله عز وجل أنبياءه ورسله ، وأعطاكم المعجزة؟ (١).
فقال : ليكون دليلاً على صدق من أتى به؟
والمعجزة علامة الله لا يعطيها إلا أنبياءه ورسله وحججه ، ليعرف به صدق الصادق [ من كذب الكاذب ] » (٢).
فيؤيد الله سبحانه وتعالى أولياءه والصالحين من عباده بالمعجزة ، تصديقا لهم ، وإصحاراً بحقيقة أمرهم ، وحثا للملأ على اقتفاء آثارهم.
والتعجب من هذه الخوارق والمعاجز أو الإستنكار لها ، إنّما هو بسبب غرابتها عن المشاهدة والمألوف.
ولكن لا تلبث أن تنفشع سحابة الغرابة إذا عرفنا أن هؤلاء بالطاعة اكتسبوا رضى الخالق عز وجل ، فخلق الأشياء لأجلهم ، وتحت تصرفهم ، فوهبهم الدنيا والآخرة.
ففي الحديث القدسي : « عبدي! خلقت الأشياء لأجلك ،
__________________
(١) ملاحظة حول تسمية الخوارق بالمعجزة أو الكرامة : جاء في كلام : جاء في كلام أبي بصير : « وأعطاكم المعجزة » ، فيشمل لفظ المعجزة الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ، ولم يرده الإمام بأن المعجزة تختص بالأنبياء فقط ، والكرامة لغيرهم. فتقرير الإمام دليل آخر على أن المعجزة لا تختص بالأنبياء.
(٢) علل الشرائع : ج١ ص ١٢٢ ح١.