ثم إن السيدة حميدة ذكرت انّها رأت في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول لها : يا حميدة! هبي نجمة لابنك موسى ، فإنّه سيولد له منها خير أهل الارض (١).
فقالت لابنها موسى (عليه السلام) : يا بني! إن تُكتم جارية ما رايت جارية قط افضل منها ... وقد وهبتها لك (٢).
فقالت لابنها موسى (عليه السلام) ـ لمّا أتى بها ـ قد جمع أصحابه وأخبرهم بأنّه ما اشتراها الا بامر من الله ووحيه ..
قال (عليه السّلام) : بينا انا نائم ، إذا أتاني جدّي رسول الله وأبي (عليهما السلام) ومعهما شقّة حرير (٣) ، فنشراها فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية.
فقالا : يا موسى! ليكونن لك من هذه الجارية خير اهل الارض بعدك. ثم أمراني أن أسمه عليا.
وقالا لي : إن الله تعالى يظهر به العدل والرافة ، طوبى لمن صدقه وويل لمن عاداه وجحده (٤).
ولما ولدت (السيدة تكتم) الامام الرضا (عليه السلام) قالت : اعينوني بمرضعة!! فقيل لها : انقص الدر (٥)؟
__________________
(١) عيون اخبار الرضا : ص ١٧.
(٢) المصدر السابق : ص ١٤.
(٣) أي قطعة حرير.
(٤) إثبات الوصيّة : ص ١٧٠.
(٥) أي : هل نقص لبن الرضاع؟