ويرى هول جنهم » (١).
فبعض العصاة لا تطهرهم إلا جنهم ، ثم تنالهم الشفاعة.
وبعد هذا كله ، هل يبقى شك أو ريب في أن الشفاعة عامل إيجابي يدعو إلى الصلاح ، ويحفز على ترك الذنوب والمعاصي؟
واتضح أن الشفاعة فيها إظهار لعظمة الخالق ، وعظمة الشافع ، وعظمة العمل المشفوع به ، فهي :
١ ـ إظهار لعظمة الخالق جل وعلا :
أرأيت الملك كيف ينصب الوزراء والقواد والحجّاب ، فيقومون بالوظائف والأعمال ، وتكون له جهة الإشراف والمراقبة؟
فكذلك الأمر مع ملك الملوك والملك الحقيقي ، فهو تعال اسمه أوكل الوحي إلى جبرائيل ، وقبض الأرواح إلى عزرائيل ، وأمر الرياح والأمطار إلى ملائكة آخرين ، وأوكل هداية الناس إلى الرسل ، مع قدرته تعالى على كل ذلك بمجرد إرادة منه فيقول كن فيكون. ومن ذلك أن جعل الشفاعة لرسله وأوليائه ، وكله إظهاراً لعظمته ، وتجلّيا لقدرته ، وتبييناً لجلالته.
٢ ـ وإظهار لعظمة العمل المشفوع به :
وقد مرّ عليكم مثل تلك الأعمال كزيارة المعصومين (عليهم السلام) ، وإكرام ذراريهم.
٣ ـ وإظهار لعظمة الشافع :
فدرجة الشفاعة درجة سامية ، وكلما تعاظمت منزلة الشفيع عند الله ، كلما كانت شفاعته أكبر. فالشفعاء يوم القيامة على درجات ومراتب.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ج٤ ص ٣٩ ح٥٠٣٤.