وحملو ما رواه مسلم عن وائل بن حجر (١) على ان رسول الله التحف بثوبه ووضع يده اليمنى على اليسرى كان اتقاءً من البرد ، لأنّه لو كان سنة للزم القول باستحباب الالتحاف بالثوب اثناء الصلاة وهذا ما لم يقله احد.
وهذا منهج دعانا إليه الأئمة وجاء عن أبي حنيفة انه سال الإمام الصادق عليهالسلام يقول : انتم تقولون كذا ، واهل المدينة يقولون كذا ، ونحن نقول كذا ، فربما تابعنا ، وربما تابعهم ، وربما خالفنا جميعاً ثم قال أبو حنيفة. ان اعلم الناس اعلمهم باختلاف الناس (٢).
اذن علينا النهوض بفقه وحدوي مداره فقه آل الرسول ، مسنداً ومؤيداً باقوال الصحابة لأنّهم عدل القرآن واحد الثقلين الذين اخلفهم رسول الله في امته ، فلو فعلنا هذا لكان فيه سد الطريق على من يزعم الطائفية والانفرادية لمذهبنا وفقهنا.
ونحن اليوم والحمد لله في معقل العلم والثقافة ( قم ) وان الـدروس الفقهيه والاستدلالية فيها في اعلى مستوياتها ، وفقهاءنا ليسوا بالقليل ، فالذي اقترحه على الاخوة الاساتذة والطلاب النابهين هو ان يأخذوا الراي الاخر بنظر الاعتبار وليناقشوه ، ونحن في بحوثنا الفقهية ـ من منطلق البحث العلمي النزيه المستند إلى ثوابت أهل البيت في الفقه والعقيدة ـ نناقش اقوال الشيخ الطوسي أو
_________________________________
(١) صحيح مسلم باب ١٥ رقم ٤٠١.
(٢) جامع مسانيد أبي حنيفة ١ : ٢٢٢ ، مناقب أبي حنيفة للموفق ١ : ٧٣.