بقيت عالقة لقرون متمادية ، اما نحن ومن خلال البحث التاريخي امكننا ان نوضح بأن عثمان بن عفان ـ الجامع للذكر الحكيم فيما قيل ـ كان وراء غسل الارجل في الوضوء الذي اختلفت القراءة القرانية فيه ، وذلك بالغاء قرائة الصحابة الآخرين الذين سمعوا القرآن من فم النبي سماعاً.
ونحن بتصويرنا وتحديدنا لتاريخ الخلاف في الوضوء رفعنا ـ ولحد ما ـ ما يقال من وجود التعارض بين نقولات المسح ونقولات الغسل ، بل وضحنا بأن هناك مستفيداً الشرعية في غسل الارجل وهو عثمان بن عفان ، والامويين الذين كانوا يهدفون إلى امر ما في مثل هذا الاختلاف ، ومن خلاله اتضحت لنا أمور كثيرة اخرى ، مثل ان قتل عثمان لم يكن لتقريبه لاقاربه وعشيرته بل كان لاحداثاته الشرعية الموجبة لهدر دمه ، أي لعدم عمله بالكتاب والسنة ، واتيانه ما لم يكن في الشريعة ، فقال ابن مسعود : ان دم عثمان حلال (١) وقال عبدالرحمان بن عوف : انما قتله اصحاب رسول الله (٢) وقال الحجاج بن غزيه الانصاري : والله لو لم يبق بين اجله إلاّ ما بين العصر إلى الليل لتقربنا إلى الله بدمه (٣) وقال ابن عمر :
_________________________________
(١) انساب الاشراف ٥ : ٣٦.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ : ٢٧ ـ ٢٨.
(٣) انساب الاشراف ٥ : ٩٠.