والله ما فينا إلاّ خاذل أو قاتل (١) وقال سعد بن أبي وقاص : وامسكنا نحن ولو شئنا دفعنا عنه (٢).
وجاء في رسالة من بالمدينة من أصحاب محمد إلى من بالافاق وفيه فان دين محمد قد افسده من خلفكم ( وفي الكامل : خليفتكم ) وترك ... فهلموا فاقيموا دين محمد (٣).
وهذه التغيرات والاحداثات في الدين لم يسلط الضوء عليها ، بل انهم يفسرون الاحداثات بأنّها كانت لتقريبه اقاربه ، في حين ان تقريب الاقارب واعطائهم الاموال لا يستوجب القتل ، بل ان ذلك يعتبر سوء سيرة لا احداثاً بينما الصحابة جوزوا قتله واحلو دمه ، والله سبحانه يقول في محكم كتابه ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ) وقوله ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ) ونحن امام ماجرى لا يسعنا إلاّ ان نقول بعدول جميع الصحابة عن جادة الصواب وتهاونهم بالاحكام الإسلامية ، واما ان نذهب إلى انحراف عثمان وخروجه عن راي الجماعة ، ولا ثالث.
فإن قلنا بعدالة الصحابة وعدم اجتماعهم على الخطأ لزم القول بانحراف عثمان عن الجادة ، وخصوصاً حينما نرى من بينهم من سموا بالعشرة المبشرة امثال : سعد بن أبي وقاص ، وطلحة ،
_________________________________
(١) شرح النهج لابن أبي الحديد ٣ : ٨.
(٢) الإمامة والسياسة ١ : ٤٨.
(٣) تاريخ الطبري ٤ : ٣٦٧ ، الكامل في التاريخ ٣ : ١٦٨.