المقابلة الواقعة بين الحكمين ، والله أعلم.
وفي تفسير الطبري ، عن قتادة : في قوله تعالى : « إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ ـ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ » قال : أما الربانيون ففقهاء اليهود ـ وأما الأحبار فعلماؤهم ، قال : وذكر لنا أن نبي الله ص قال ـ لما أنزلت هذه الآية : نحن نحكم على اليهود وعلى من سواهم من أهل الأديان.
أقول : ورواه السيوطي ، أيضا في قوله تعالى : « إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ » (الآية) عن عبد بن حميد وعن ابن جرير عن قتادة.
وظاهر الرواية أن المنقول من قول النبي صلىاللهعليهوآله متعلق بالآية أي أن الآية هي الحجة في ذلك فيشكل بأن الآية لا تدل إلا على الحكم بالتوراة على اليهود لقوله تعالى : « لِلَّذِينَ هادُوا » لا على غير اليهود ولا على الحكم بغير التوراة كما هو ظاهر الرواية إلا أن يراد بقوله : « نحن نحكم » ، أن الأنبياء يحكمون كذا وكذا ، وهو مع كونه معنى سخيفا لا يرتبط بالآية.
والظاهر أن بعض الرواة غلط في نقل الآية ، وأن النبي صلىاللهعليهوآله إنما قاله بعد نزول قوله تعالى : « وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ » ( الآيات ) وينطبق على ما تقدم أن ظاهر الآية رجوع الضمير في قوله : « بَيْنَهُمْ » إلى الناس دون اليهود خاصة. فأخذ الراوي الآية مكان الآية
* * *
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ـ ٥١. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ ـ ٥٢. وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ ـ ٥٣. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ