في مسألة عملية عرفها العام والخاص »؟ فإن كان يعني : عرفها العام والخاص في عصر النبي صلىاللهعليهوآله ممن شاهد الأمر أو سمع ذلك ممن شاهده ووصفه فما ذا ينفعنا ذلك؟.
وإن كان يعني : أن العام والخاص ممن يلي عهد النبي صلىاللهعليهوآله أو يلي من يليه عرفا ذلك ولم يشك أحد في ذلك فهذا حال الروايات المنقولة عنهم لا يجتمع على كلمة.
منها ما يحكى أن عليا اختص بتأدية براءة وأخرى تدل على أن أبا بكر شاركه فيه ، وأخرى تدل على أن أبا هريرة شاركه في التأدية ورجال آخرون لم يسموا في الروايات.
ومنها ما يدل على أن الآيات كانت تسع آيات ، وأخرى عشرا ، وأخرى ست عشرة ، وأخرى ثلاثين ، وأخرى ثلاثا وثلاثين ، وأخرى سبعا وثلاثين ، وأخرى أربعين ، وأخرى سورة براءة.
ومنها ما يدل على أن أبا بكر ذهب لوجهه أميرا على الحاج وأخرى على أنه رجع حتى أوله بعضهم كابن كثير أنه رجع بعد إتمام الحج ، وآخرون أنه رجع ليسأل النبي صلىاللهعليهوآله عن سبب عزله ، وفي رواية أنس الآتية أنه صلىاللهعليهوآله بعث أبا بكر ببراءة ثم دعاه فأخذها منه.
ومنها ما يدل على أن الحجة وقعت في ذي الحجة وأن يوم الحج الأكبر تمام أيام تلك الحجة أو يوم عرفة أو يوم النحر أو اليوم التالي ليوم النحر أو غير ذلك وأخرى أن أبا بكر حج في تلك السنة في ذي القعدة.
ومنها ما يدل على أن أشهر السياحة تأخذ من شوال ، وأخرى من ذي القعدة ، وأخرى من عاشر ذي الحجة ، وأخرى من الحادي عشر من ذي الحجة وغير ذلك.
ومنها ما يدل على أن الأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم من تلك السنة و، أخرى على أنها أشهر السياحة تبتدأ من يوم التبليغ أو يوم النزول.
فهذا حال اختلاف الروايات ، ومع ذلك كيف يستقيم دعوى أنه أمر عرفه العام والخاص ، وبعض المحتملات السابقة وإن كان قولا من مفسري السلف إلا أن المفسرين يعاملون أقوالهم معاملة الروايات الموقوفة.
وأما قوله : والحق أن عليا كان مكلفا بتبليغ أمر خاص وكان في تلك الحجة