فيوكل نظارا على الأرض ـ ويأخذ خمس غلة أرض مصر في سبع سني الشبع ـ فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيدة القادمة ـ ويخزنون قمحا تحت يد فرعون طعاما في المدن ـ ويحفظونه فيكون الطعام ذخيرة للأرض ـ لسبع سني الجوع التي تكون في أرض مصر ـ فلا تنقرض الأرض بالجوع.
قالت التوراة ما ملخصه ـ أن فرعون استحسن كلام يوسف وتعبيره وأكرمه ـ وأعطاه إمارة المملكة في جميع شئونها ـ وخلع عليه بخاتمه وألبسه ثياب بوص ـ ووضع طوق ذهب في عنقه ـ وأركبه في مركبته الخاصة ونودي أمامه : أن اركعوا ، وأخذ يوسف يدبر الأمور في سني الخصب ـ ثم في سني الجدب أحسن إدارة.
ثم (١) قالت التوراة ما ملخصه ـ أنه لما عمت السنة أرض كنعان ـ أمر يعقوب بنيه أن يهبطوا إلى مصر ـ فيأخذوا طعاما فساروا ودخلوا على يوسف ـ فعرفهم وتنكر لهم وكلمهم بجفاء وسألهم من أين جئتم؟ قالوا : من أرض كنعان لنشتري طعاما ـ قال يوسف : بل جواسيس أنتم جئتم إلى أرضنا لتفسدوها ـ قالوا : نحن جميعا أبناء رجل واحد في كنعان ـ كنا اثني عشر أخا فقد منا واحد ـ وبقي أصغرنا ها هو اليوم عند أبينا ، والباقون بحضرتك ـ ونحن جميعا أمناء لا نعرف الفساد والشر.
قال يوسف : لا وحياة فرعون نحن نراكم جواسيس ـ ولا نخلي سبيلكم حتى تحضرونا أخاكم الصغير ـ حتى نصدقكم فيما تدعون فأمر بهم فحبسوا ثلاثة أيام ـ ثم أحضرهم وأخذ من بينهم شمعون وقيده أمام عيونهم ـ وأذن لهم أن يرجعوا إلى كنعان ويجيئوا بأخيهم الصغير.
ثم أمر أن يملأ أوعيتهم قمحا وترد فضة كل واحد منهم إلى عدله ـ ففعل فرجعوا إلى أبيهم وقصوا عليه القصص ـ فأبى يعقوب أن يرسل بنيامين معهم ـ وقال. أعدمتموني الأولاد يوسف مفقود وشمعون مفقود ـ وبنيامين تريدون أن تأخذوه لا يكون ذلك أبدا ـ وقال : قد أسأتم في قولكم للرجل : إن لكم أخا تركتموه عندي قالوا : إنه سأل عنا وعن عشيرتنا قائلا : هل أبوكم حي بعد؟ وهل لكم أخ آخر ـ فأخبرناه كما سألنا وما كنا نعلم أنه سيقول. جيئوا إلي بأخيكم.
__________________
(١) الإصحاح ٤٢ ـ ٤٣ من سفر التكوين.