وإنما أرسلوا إلى الأنبياء.
وفي العيون ، بإسناده عن علي بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهالسلام فقال له المأمون : يا بن رسول الله أليس من قولك إن الأنبياء معصومون؟ قال : بلى ـ وذكر الحديث إلى أن قال فيه ـ قال المأمون لأبي الحسن : فأخبرني عن قول الله تعالى : « حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ـ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا » قال الرضا : يقول الله : حتى إذا استيئس الرسل من قومهم ـ فظن قومهم أن الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا.
أقول : وهو يؤيد ما قدمناه في بيان الآية ، وما في بعض الروايات أن الرسل ظنوا أن الشيطان تمثل لهم في صورة الملائكة لا يعتمد عليه.
وفي تفسير العياشي ، عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : كيف لم يخف رسول الله فيما يأتيه من قبل الله ـ أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان؟ قال : فقال : إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا ـ أنزل عليه السكينة والوقار ـ وكان الذي يأتيه من الله مثل الذي يراه بعينه.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم عن أبي حمزة الجزري قال » : صنعت طعاما فدعوت ناسا من أصحابنا ـ منهم سعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم ـ فسأل فتى من قريش سعيد بن جبير فقال : يا أبا عبد الله كيف تقرأ هذا الحرف؟ فإني إذا أتيت عليه تمنيت أني لا أقرأ هذه السورة : « حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا » قال : نعم حتى إذا استيئس الرسل من قومهم أن يصدقوهم ـ وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا فقال الضحاك : لو رحلت في هذه إلى اليمن لكان قليلا.