فلانا ـ فيرسل إليه وهو على رأس ثلاث من المدينة فيقال له : كيف أقرأك رسول الله صلىاللهعليهوآله آية كذا وكذا؟ فيقول كذا وكذا ـ فيكتبونها وقد تركوا لذلك مكانا.
وفيه ، عن ابن أبي داود من طريق ابن سيرين عن كثير بن أفلح قال : لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف ـ جمع له اثني عشر رجلا من قريش والأنصار ـ فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها ـ وكان عثمان يتعاهدهم ـ فكانوا إذا تدارءوا في شيء أخروه ـ.
قال محمد : فظننت أنما كانوا يؤخرونه ـ لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونه على قوله.
وفيه ، أخرج ابن أبي داود بسند صحيح عن سويد بن غفلة قال : قال علي : لا تقولوا في عثمان إلا خيرا ـ فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملإ منا ـ قال ما تقولون في هذه القراء؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول : إن قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد يكون كفرا قلنا : فما ترى؟ [ قال : أرى ] أن يجمع الناس على مصحف واحد ـ فلا يكون فرقة ولا اختلاف. قلنا : فنعم ما رأيت.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن الضريس عن علباء بن أحمر أن عثمان بن عفان : لما أراد أن يكتب المصاحب ـ أرادوا أن يلقوا الواو التي في براءة : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) قال أبي : لتلحقنها أو لأضعن سيفي على عاتقي فألحقوها.
وفي الإتقان ، عن أحمد وأبي داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال : قلت لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني ـ وإلى براءة وهي من المئين فقربتم بينهما ـ ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ـ ووضعتموهما في السبع الطوال ـ.
فقال عثمان : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله تنزل عليه السورة ذات العدد ـ فكان إذا أنزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب ، فيقول : ضعوا هؤلاء الآيات في السورة ـ التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا ـ وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها ـ فقبض رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يبين لنا أنها منها ـ.
فمن أجل ذلك قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ـ