حاتم عن معاوية أنه قال : ألستم تعلمون أن كتاب الله حق؟ قالوا : بلى. قال : فاقرءوا هذه الآية ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ ـ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ) ألستم تؤمنون بهذا وتعلمون أنه حق؟ قالوا : بلى. قال : فكيف تلومونني بعد هذا؟ فقام الأحنف وقال : يا معاوية ـ والله ما نلومك على ما في خزائن الله ـ ولكن إنما نلومك على ما أنزله الله من خزائنه ـ فجعلته أنت في خزائنك ـ وأغلقت عليه بابك فسكت معاوية.
وفيه ، أخرج ابن مردويه والحاكم عن مروان بن الحكم قال : كان أناس يستأخرون في الصفوف من أجل النساء ـ فأنزل الله ( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ ) الآية.
أقول : وروي فيه ، أيضا عن عدة عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال : كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ حسناء من أحسن الناس ـ فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها ـ ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر ـ فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله : ( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ).
والآية لا تنطبق على ما في هاتين الروايتين لا من جهة اللفظ ولا من جهة السياق الذي وقعت هي فيه. وهو ظاهر.
وفيه ، أخرج ابن أبي حاتم من طريق معتمر بن سليمان عن شعيب بن عبد الملك عن مقاتل بن سليمان : في قوله : ( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ ) الآية ـ قال : بلغنا أنه في القتال. قال معتمر فحدثت أبي فقال : لقد نزلت هذه الآية قبل أن يفرض القتال.
أقول : يعني أنها مكية.
وفي تفسير العياشي ، عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ) قال : هم المؤمنون من هذه الأمة.
وفي تفسير البرهان ، عن الشيباني في نهج البيان ، عن الصادق جعفر بن محمد : أن المستقدمين أصحاب الحسنات ، والمستأخرين أصحاب السيئات.
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦)