هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) البقرة : ٣٩.
وهناك أقضية فرعية مترتبة على هذه الأقضية الأصلية يعثر عليها المتدبر الباحث.
( بحث روائي )
في تفسير العياشي ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله : ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) الآية ـ قال : روح خلقها الله فنفخ في آدم منها.
وفيه ، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قوله : ( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال : خلق خلقا وخلق روحا ثم أمر الملك فنفخ فيه ـ وليست بالتي نقصت من الله شيئا ـ هي من قدرته تبارك وتعالى.
وفيه ، وفي رواية سماعة عنه عليهالسلام : خلق آدم ونفخ فيه. وسألته عن الروح قال : هي قدرته من الملكوت.
أقول : أي هي قدرته الفعلية منبعثة عن قدرته الذاتية صادرة منها كما يدل عليه الخبر السابق.
وفي المعاني ، بإسناده عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال : روح اختاره واصطفاه وخلقه وأضافه إلى نفسه ـ وفضله على جميع الأرواح فأمر فنفخ منه في آدم.
وفي الكافي ، بإسناده عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عما يروون ـ أن الله خلق آدم على صورته ـ فقال : هي على صورة مخلوقة محدثة اصطفاها الله ـ واختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه ـ كما أضاف الكعبة إلى نفسه فقال : ( بَيْتِيَ ) ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ).
أقول : وهذه الروايات من غرر الروايات في معنى الروح تتضمن معارف جمة وسنوضح معناها عند الكلام في حقيقة الروح إن شاء الله.
وفي تفسير البرهان ، عن ابن بابويه بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قوله تعالى : ( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة ـ فيموت