في احوال بعض مشايخه ، واليك بعض ما قال في حق مشايخه :
١ ـ قال في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور :
« كوفي كان ضعيفاً في الحديث. قال أحمد بن الحسين : كان يضع الحديث وضعاً ، ويروي عن المجاهيل ، وسمعت من قال : كان ايضاً فاسد المذهب والرواية ، ولا ادري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة ابو علي ابن همام وشيخنا الجليل الثقة ابو غالب الزراري ـ رحمهما الله ـ وليس هذا موضع ذكره » (١).
وتعجبه من روايات شيخيه عن هذا الرجل قرينة على انه لم يكن يجوز لنفسه الرواية عن غير الثقة في الحديث ، والاعتماد في النقل على المنحرف الضعيف ، ولكن التعجب من النقل عن واضع الحديث لا يدلّ إلا على التحرز عن مثله لا عن كل ضعيف كما هو المطلوب ، وغاية ما يمكن ان يقال انه كان محترزاً عن مثله لا عمن دونه من الضعفاء.
٢ ـ وقال في ترجمة أحمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن بن عياش الجوهري : « كان سمع الحديث فأكثر واضطرب في اخر عمره ... ، وذكر مصنفاته ثم قال : رأيت هذا الشيخ وكان صديقاً لي ولوالدي وسمعت عنه شيئاً كثيراً ورأيت شيوخنا يضعفونه ، فلم ارو عنه شيئاً وتجنبته وكان من اهل العلم والادب القوي وطيب الشعر وحسن الخط ـ رحمهالله وسامحه ـ ومات سنة ٤٠١ هـ » (٢).
٣ ـ وقال في ترجمة اسحاق بن الحسن بن بكران : « ابو الحسين العقرائي التمّار كثير السماع ضعيف في مذهبه ، رأيته بالكوفة وهو مجاور ، وكان يروي كتاب الكليني عنه ، وكان في هذا الوقت علواً فلم اسمع منه شيئاً ، له كتاب الرد على الغلاة ، وكتاب نفي السهو عن النبي ، وكتاب عدد
__________________
١ ـ رجال النجاشي : الرقم ٣١٣ ـ ابو علي محمد بن همام البغدادي ( المتوفّى عام ٣٣٣ هـ ) وابو غالب الزراري هو مؤلف رسالة ابي غالب ( المتوفّى عام ٣٦٨ هـ ) ويروي النجاشي عنهما مع الواسطة ، كيف وقد تولد النجاشي عام ٣٧٢ هـ ، كما تقدم.
٢ ـ رجال النجاشي : الرقم ٢٠٧.