والأول توفي سنة ١٩٠ هـ والثاني سنة ٢٠٩ هـ ( او ٢٠٨ هـ ) كما صرح به النجاشي (١). حكى صاحب المنتقى كلام العلاّمة عن الخلاصة واضاف : « نبَّه على هذا غير العلاّمة أيضاً من اصحاب الرجال. والاعتبار شاهد به » (٢).
وأصل هذا الكلام ـ كما تفطن إليه السيد بحر العلوم (٣) ـ مأخوذ ممّا ذكره الصدوق في مشيخة الفقيه بقوله :
« وما كان فيه من وصية أمير المؤمنين لابنه محمد بن الحفنية ( رضي الله عنه ) فقد رويته عن ابي ( رضي الله عنه ) ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى عمَّن ذكره ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. ويغلط اكثر الناس في هذا الاسناد فيجعلون مكان حمّاد بن عيسى ، حماد بن عثمان. وإبراهيم بن هاشم لم يلق حماد بن عثمان وانما لقى حماد بن عيسى وروى عنه » (٤).
قال صاحب « سماء المقال » :
« والظاهر من كلام الصدوق أنه اطلع من الخارج على عدم اللقاء » (٥) ، فلا جدوى لما صنعه بعض كالمحدث المتتبع النوري قدسسره من إثبات إمكان اللقاء ، لأن المدعى عدم اللقاء ، لا عدم امكانه رأساً (٦) وأما ما يوجد في قليل من الروايات من رواية إبراهيم بن هاشم عن حماد بن عثمان فلا يضرّ أيضاً ، لأن ظاهر مقالة الصدوق وتابعيه حصول التغليط في تعيين المطلق في المقيد المخصوص او تبديل المقيد بالمقيد وحينئذ إن ثبت عدم اللقاء يحكم إما
__________________
١ ـ رجال النجاشي : ١٤٢ ـ ١٤٣ ، الرقم ٣٧٠ و ٣٧١.
٢ ـ منتقى الجمان : ١ / ٢٦١ ، باب التكفين والتحنيط.
٣ ـ الفوائد الرجالية : ١ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨.
٤ ـ الفقيه : ٤ / ١٢٥ ، شرح مشيخة الفقيه.
٥ ـ سماء المقال : ١ / ٩.
٦ ـ المصدر نفسه : ٨٨.