ولذا كان الأخذ من الاصول المصححة المعتمدة احد اركان تصحيح الرواية ، كما قال المحقق الداماد (١) وصرح به المحقق البهائي في « مشرق الشمسين » حيث ذكر فيه بعض ما يوجب الوثوق بالحديث والركون اليه ، منها وجوده في كثير من الاصول الاربعمائة ، ومنها تكرره في اصل او اصلين منها فصاعدا بطرق مختلفة واسانيد عديدة معتبرة ، ومنها وجوده في اصل معروف الانتساب إلى احد الجماعة الذين اجمعوا على تصديقهم او على تصحيح ما يصح عنهم (٢).
ولا يخفى ان هذه الميزة ترشحت إلى الاصول من قبل المثابرة الاكيدة على كيفية تأليفها والتحفظ على ما لا يتحفظ عليه غيرهم من المؤلفين غالبا.
ويظهر من الشيخ رحمهالله ان الاصول الاربعمائة مما اجمع الاصحاب على صحتها وعلى العمل بها.
قال المولى التقي المجلسي : « ذكر الشيخ في ديباجة الاستبصار ان هذه الاخبار المستودعة في هذه الكتب ـ أي الكتب الاربعة ـ مجمع عليها في النقل. والظاهر ان مراده انهم اخذوها من الاصول الاربعمائة التي اجمع الاصحاب على صحتها وعلى العمل بها » (٣).
وذكر الشيخ أيضاً في مبحث التعادل والترجيح من « العدة » ان رواية السامع مقدم على رواية المستجيز ، إلا ان يروي المستجيز اصلا معروفاً أو مصنفاً مشهوراً (٤) ، ودلالة هذه العبارة على شدة الاهتمام بالاصول المدونة من قبل اصحاب الائمة عليهمالسلام ظاهرة.
اما دلالة كون الرجل ذا تصنيف او ذا اصل على وثاقته ومدحه فغير
__________________
١ ـ الذريعة : ٢ / ١٢٦.
٢ ـ مستدرك الوسائل : ٣ / ٥٣٥ ( نقلا عن مشرق الشمسين ).
٣ ـ روضة المتقين : ١٤ / ٤٠.
٤ ـ عدة الاصول : ١ / ٣٨٥.