الحالين جميعا. لا تتبع له عورة ، ولا تبحث له عن سوأة لتعرفها ، فان عرفتها منه عن غير إرادة منك ولا تكلف كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا لو بحثت الأسنة عنه ضميرا لم تتصل إليه لانطوائه عليه. لا تستمع عليه من حيث لا يعلم. لا تسلمه عند شديدة ولا تحسده عند نعمة. تقيل عثرته وتغفر زلته. ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك. ولا تخرج أن تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة وتبطل فيه كيد حامل النصيحة وتعاشره معاشرة كريمة. ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه (١).
ح ـ حق الصاحب :
وأما حق الصاحب : فأن تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيلا ، وإلاّ فلا أقل من الانصاف. وأن تكرمه كما يكرمك وتحفظه كما يحفظك. ولا يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة ، فان سبقك كافأته ولا تقصر به عما يستحق من المودة. تلزم نفسك نصيحته ، وحياطته ومعاضدته على طاعة ربه ومعونته على نفسه فيما يهم به من معصية ربه ، ثم تكون عليه رحمة ولا تكن عليه عذابا. ولا قوة إلاّ باللّه (٢).
ط ـ حق الشريك :
وأما حق الشريك : فان غاب كفيته ، وإن حضر ساويته ولا تعزم
__________________
(١) وفي رواية : ونصرته إذا كان مظلوما. فان علمت عليه سوءا سترته عليه ، وإن علمت انه نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه.
(٢) وفي رواية : فأن تصحبه بالتفضل والانصاف ، ولا تدعه يسبق إلى مكرمة ، توده كما يودّك ، وتزجره عما يهم به من معصية.