يبغضني إلاّ منافق ولا يُحبّني إلاّ موَمن(١).
وقد أعرب عن ذلك الاِمام علي بن الحسين عليهماالسلام في خطبته في جامع دمشق ، عند ما صعد المنبر وعرَّف نفسه فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ خطب خطبة أبكى منها العيون ، وأوجل منها القلوب ، ثمّ قال :
«أيّها الناس أُعطينا ستّاًو فُضِّلنا بسبع ، أعطينا : العلم ، والحلم ، والسماحة ، والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبة في قلوب الموَمنين» (٢).
ولا عجب في أنّه تبارك وتعالى سمّاهم كوثراً أي الخير الكثير ، وقال : (إِنّا أَعْطَيْناكَ الكَوثر ...) قال الرازي : الكوثر أولاده ، لاَنّ هذه السورة إنّما نزلت على من عابه عليهالسلام بعدم الاَولاد ، فالمعنى انّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّالزمان فانظر كم قتل من أهل البيت عليهمالسلام والعالم ممتلوَ منهم ولم يبق من بني أُمية في الدنيا أحد يعبأ به ، ثمّ انظر كم كان فيها من الاَكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهمالسلام (٣).
إنّ محبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للحسين عليهالسلام لم تكن محبة نابعة من حبه لنسَبه بل كان واقفاً على ما يبلغ إليه ولده الحسين عليهالسلام في الفضل والكمال والشهادة في سبيله ، ونجاة الاَُمّة من مخالب الظلم ، والثورة على الظلم والطغيان وهناك كلام للعلاّمة المجلسي يقول :
إنّ محبة المقربين لاَولادهم وأقربائهم وأحبّائهم ليست من جهة الدواعي
__________________
١. بحار الاَنوار : ٤٥ / ١٣٨.
٢. تفسير الفخر الرازي : ٣٢ / ١٢٤.
٣. تفسير الفخر الرازي : ٣٢ / ١٢٤.