التمر بشكل مبكر دون ان يأخذ بنظر الاعتبار حلول موسم التمر بل وحتى قبل ان ينضج التمر. اما دخول بواخر شركة اللويد النمساوية والشركة الروسية للملاحة البخارية والتجارة والشركات الالمانية «هامبورغ ـ امريكا» إلى ميناء البصرة في موسم جني التمور ، فكان يؤدي إلى هبوط حاد في اجور الشحن فقد تحتم على ثلاث شركات انجليزية في ١٩٠٦ أن تخفض اسعار نقل التمور إلى عشرة شلنات للطن الواحد من أجل ان تعيق تأجير السفن الاجنبية. على اية حال لقد حصلت في مسألة تصدير التمور تغييرات جذرية هزت النفوذ الاستثنائي الذي كانت تتمتع به بريطانيا في السابق.
اما الحبوب التي تشترك في تصديرها ولايات البصرة وبغداد والموصل فأنها تحتل من حيث القيمة المركز الاول بين صادرات العراق وتتألف من الحنطة والشعير والرز المنقى والفول والفاصوليا والحمص والذرة والسمسم. وتصدر ولاية البصرة بالدرجة الاول الرز الذي يأتي من سنجق العمارة والحنطة والشعير والعدس التي ينتجها سنجق المنتفق ولاسيما الشعير فأنها تأتي من ولاية بغداد التي تعتبر مناطق. السماوة والحلة والدغارة والديوانية الواقعة على الفرات اكثر مناطقها انتاجاً للحبوب. اما ولاية الموصل فأن مشاركتها تظهر في تقديمها للحنطة التي تأتي من القنطرة الواقعة على الفرات اكثر مناطقها انتاجاً للحبوب. اما ولاية الموصل فأن مشاركتها تظهر في تقديمها للحنطة التي تأتي من القنطرة الواقعة على الزاب الصغير ومن السليمانية وكركوك وأربيل وهي مناطق تشتهر بجودة الحاصل لدرجة غير اعتيادية.
ترجع اول محاولة لتصدير الحنطة العراقية على ما يذكر المفوّض الوسيط الروسي العقيد تشيركوف (١) إلى عام ١٨٤٦ ففي تلك السنة ارسل
__________________
(١) تشيركوف ، المصدر السابق ، ص ١٥.