الصوف من النوع «الكردي» فأنه يأتي كما يظهر من اسمه من كردستان سيما مناطق كركوك والسليمانية كما انه يجلب ايضاً من منطقة الحدود العثمانية ـ الفارسية. وبما ان نوعي «العواسي» و «الكردي» يأتيان من المنطقة الواقعة إلى الشمال من بغداد ، فأن القسم الاغلب من الصوف ينقل إلى تلك المدينة لغرض كبسه في المكابس الهدروليكية واليدوية القائمة فيها ولهذا اصبحت اهمية بغداد التي تمر عبرها ثلاثة ارباع كمية الصوف المصدر تفوق اهمية البصرة بالنسبة لهذه المادة من مواد التصدير.
كان الصوف المصدر يتوزع حتى الفترة الاخيرة بين لندن التي تشتري نصفه وفرنسا وامريكا اللتين تقتسمان فيما بينهما النصف الاخر. وترسل إلى امريكا الانواع الدنيا من الصوف أي «العواسي» و «الكردي» فقط اذ كانت تفرض عليها ضريبة مقدارها ٤ سنتات عن كل باوند انجليزي وقد زيدت الضريبة في ١٩٠٣ فاصبحت سبعة سنتات عن كل باوند إنجليزي. اما النوع الجيد أي «العربي» فقد فرضت عليه ابتداءً من ١٨٩٧ ضريبة عالية مقدارها ١١ سنتاً عن كل باوند انجليزي زيدت في ١٩٠٣ إلى ٢١ سنتاً ، وابتداءً من ١٩٠٥ زاد عدد الاقطار التي تستهلك صوف مابين النهرين ، فبالاضافة إلى لندن التي اشترت نصف كمية الصوف المصدرة في تلك السنة توزع النفص الاخر بين مارسيليا وبريمن وبوسطن وفيلدليفيا وهامبورغ ويوكوهاما التي ارسلت اليها للمرة الاولى ٤٠٠ بالة ازدادت في السنة الثالية أي في ١٩٠٦ إلى ٨١٤ بالة. وفي الوقت نفسه اصبحت المانيا التي كانت حتى هذا الوقت تحصل على صوف مابين النهرين عن طريق لندن ، تشترك مباشرة في تصديره من العراق وذلك بفضل خط السفن البخارية المباشر الذي اقامته في ١٩٠٦ بين هامبورغ والبصرة. وقد ازدادت اسعار الصوف العراقية المحلية بدرجة ملحوظة