ضواحي مرو. لقد بدأ بالتجمع تحت راية العباسيين السوداء جميع المعادين للخليفة مروان الثاني وكذلك الشيعة المخلصون بشكل اعمى لبيت علي والعرب الجنوبيون وعلى رأسهم اليمانيون واخيراً الفرس الذين قرروا التخلص من سلطة العرب.
لقد تغلب انصار العباسيين على جيش عامل خرسان عند نيسابور وصادف المصير نفسه القوات التي ارسلها مروان من العراق للتصدي لزحف العباسيين ، فلم يعد بامكان الخليفة وما تبقى تحت قيادة من قوات التصدي لهذا الزحف ، فاضطر إلى الانسحاب من العراق الذي احتلته القوات العباسية على الفور حيث سارعت الكوفة إلى فتح ابوابها للمنتصرين فدخلها الاخوان ابو العباس وابو جعفر مؤسسا السلالة العباسية الجديدة منتصرين واتخذها عاصمة حتى تأسيس بغداد (١). وفي هذا الاثناء كان فصيل خاص من القوات العباسية قد حاصر البصرة بعد ان استولى على عربستان ، ولم تستسلم البصرة الا بعد مقاومة يائسة فقد تعرضت لنهب الجند الذين قضوا على جميع من عرف بمناصرته للامويين وهدموا منازلهم ، ثم نهبوا نصف اسواق ودكاكين البصرة عقاباً لها ، وبعد هذا القصاص اعلن عفو عام عن اهالي البصرة ووصل اليهم في بداية سنة ٧٥٠م اول عامل من قبل العباسيين وهو سفيان بن معاوية (٢).
في اثناء ذلك كان الخليفة السيء الحظ مروان يواصل الدفاع عن كل شبر من دولته ولكنه كان يصادف الاندحار تلو الاخر إلى ان قضى على
__________________
(١) الحقيقة ان الكوفة لم تظل عاصمة للدولة حتى تأسيس بغداد بل اتخذ العباسيون عواصم اخرى هي الانبار والهاشمية. (المترجم).
(٢) السنامة العثمانية الخالصة بولاية البصرة لسنة ١٣٠٩ ه ص ٢٣٠ ـ ٢٣١.