قواته نهائياً في بوصير في مصر العليا حيث وقع في ايدي العباسيين فقتلوه. وقد لاقى المصير نفسه بقية الامويين الذين ظلت عملية تقتيلهم تجري في انحاء الخلافة كافة لشهور عديدة. فلم ينجِ منهم الا القليل جداً كان بينهم حفيد هشام وهو عبد الوحمن بن معاوية الذي اسس سلالة اموية جديدة في اسبانيا.
على أي حال زالت السلالة الاموية التي كانت تستند على العرب من ارض الخلافة واحلت مكانها للعباسيين فكان اول خليفة من هؤلاء ابو العباس الذي اختار لنفسه لقب «السفاح» ثم اعقبه بعد اربع سنوات أي في عام ٧٥٤م اخوه ابو جعفر الملقب بالمنصور.
لم يكن انتقال الخلافة إلى العباسيين يعني انقلاباً جذرياً في سياسة الخلفاء انفسهم فحسب وانما في مصر العراق كذلك. فلقد كان على العباسيين الذين وصلوا إلى السلطة تحت راية العلويين وباسناد فعال من الفرس ان يستندوا على الفرس بدرجة لاتقل عن استناد على العرب ، فيقيموا بهذا الشكل سلطتهم وقوتهم على التوازن بين العناصر المعتدلة من كلا الشعبين. اما بشأن العراق فقد كان لحكم العباسيين بالنسبة له اهمية فائقة لان هذا الحكم حوّله إلى مركز للحياة الادارية والاقتصادية والروحية لدولة الخلافة الواسعة الارجاء كلها.
كان اختيار العاصمة واحدة من اولى المسائل التي اهتمت بها السلالة الجديدة فلقد كان من الضروري التخلي عن الشام الذي كان يعج بانصار للامويين مخلصين لهم ، ومن بين المناطق الاخرى كان العراق الذي يقع على الحدود بين الجزيرة العربية وفارس والذي يمتلئ باعداء وخصوم الاسرة المنهارة اكثرها ملاءمة لهذا الغرض وقد اختار العباسيون في اول