ثماره. فلقد زرع البرامكة في ممتلكات العباسيين بالتدريج الفارسية القديمة بحيث لم يصبح النظام الاداري للخلافة وحده يشابه ما كان سائداً في مملكة الساسانيين فحسب وانما اصبح بلاط خلفاء بغداد وهو الاخر يشابه في البذخ والبهاء بلاط حكام ايران القدماء. ولهذا فليس هناك ما يدهش في ان الفرس كانوا مع الايام يُقدّمون على العرب ، وكان العرب ينسبون ذلك إلى الخلفاء ولهذا صاروا يتحولون يوماً بعد إلى العداء للعباسيين واخذوا يملأون صفوف المعارضة بشكل مكثف.
كانت حركة الخوارج التي وجدت اسناداً وتعاطفاً من العناصر العربية المستاءة قد فقدت حتى هذا الوقت ولدرجة ملحوظة الطابع الحازم الذي كانت تتميز به في السابق. فلقد انقسم الخوارج إلى اتجاهات مختلفة لم يكن من الصعب على العباسيين التخلص منها وهكذا تمكن قادة الخلفاء العباسيين من اخماد جميع الانتفاضات التي قام بها الخوارج اعتباراً من عام ٧٥١م بسهولة. فقد جرى اجتياح الموصل في عام ٧٩٦م بامر من الخليفة هارون الرشيد ذلك انها كانت قد اصبحت وكراً للخوارج ، وقد ادى ذلك إلى زيادة اضعاف نشاط الخوارج في ما بين النهرين.
وهكذا فقد كان العلويون هم الحزب الوحيد القادر على المعارضة فهم لم يستطيعوا بالطبع ، مسالمة العباسيين الذين تجاوزوهم واخذوا السلطة لانفسهم. ومن الطبيعي ان يسعى العرب المستاؤون من الحكومة إلى التقرب من احفاد الرسول (ص) المباشرين هؤلاء كما انهم بدورهم رحبوا بالاسناد الذي وجدوه من جانب العرب وفي اتخاذ هؤلاء ركيزة لهم في صراعهم ضد مغتضبي السلطة وعلى الاخص لانهم لم يكن بإمكانهم ان يعقلوا امالهم على الفرس الذين تحولوا إلى جانب السلالة الجديدة.
وقد شاركت البصرة التي اصبحت مركزاً للدعاية العلوية ، العربية