بسرعة إلى صراع مكشوف بين العرب والفرس انتهى بتبوء المأمون سدة الخلافة عام ٨١٣ م.
وقد تحتم على الخليفة الجديد بعد ان اعتلى سدة الخلافة مباشرة ان يركز جل اهتمام لقمع الانتفاضة التي اشعلها في العراق شخص يدعى أبا السرايا ابن المنصور بالنيابة عن احدى الشخصيات العلوية وهو محمد بن ابراهيم الملقب طباطبا والذي كان مقره في الكوفة. وعلى الرغم من ان قائدي هذه الانتفاضة الاساسية لم يلبثا ان خرجا من المسرح بسبب موت محمد العلوي فجأة والقبض على ابي السرايا واعدامه فان الاضطراب شمل منطقة واسعة تمتد من اليمن إلى عربستان ، وبفضل نشاط مبعوثي العلويين الذين استطاعوا اثارة العرب ضد الفرس في كل مكان طرد الولاة العباسيون من كل تلك الاصقاع تقريباً واستبدلوا بولاة نصبهم العلويون. واذا ما كان بالإمكان قمع الانتفاضة ، على الرغم من ذلك فان ذلك كان بسبب من ان هؤلاء الحكام الجدد لم يكونوا بمستوى المسؤولية فانشغلوا بتطمين طموحهم الشخص بدلاً من الاهتمام بمصالح اسرة علي (ع) (١).
لم تكن هذه البداية تنبئ بخير ولهذه نصب في عام ٨١٧م وفي اطار مهادنته للعلويين الحفيد الثامن لعلي (٢) ولياً للعهد من بعده. ولقد اعطى لهذا المرشح للخلافة واسمه علي بن موسى لقب «الرضا» الذي يعني محبوب الله (٣) وقد عمد الخليفة إلى مصاهرته بان زوجه من ابنته. لقد
__________________
(١) Weil, Op. Cit. t. ١١, s.٢٠٢ FF.
(٢) لايعني لقب «الرضا محبوب الله بل يعني «المرضي عنه». (المترجم).
(٣) هو الحفيد الخامس لأمير المؤمنين (ع) ولكنه الإمام الثامن من أئمة أهل البيت (ع). (حميد الدراجي).