وصل اعجاب المأمون بالعويين إلى حد انه اصدر امراً باستبدال الراية العباسية السوداء باخرى من اللون الاخضر وهو اللون المميز للعلويين. غير ان ولي العهد هذا لم يقدر له ان يصل إلى الحكم فلقد انتقل في خريف السنة التالية (٨١٨ م) إلى العالم الاخر فاعاد المأمون النظام المعتاد لوراثة الخلافة كما اعاد اللون العباسي الاسود مرة اخرى. ولقد تحول مثوى الامام الرضا الذي دفن في طوس وهي مشهد في الوقت الحاضر إلى واحد من الاماكن المقدسة في فارس والى مزدهر للزيارة.
كان حكم المأمون الذي يقف في اصله وعواطفه إلى جانب الفرس انتصاراً حاسماً لهؤلاء. وكانت علاقة العراق بفارس حتى ذلك الوقت قد ضعفت بسبب الانتفاضات والفتن المتكررة في فارس إلى درجة ان انفصال هذا البلد الاخير حدث دون جهد يذكر ، ذلك ان القائد الفارسي الاصل طاهر الذي كان قد ساعد المأمون على الوصول إلى الخلافة ارسل على رأس جيش كبير للقضاء على فتنة في خرسان وهناك اصدر في عام ٨٢٢م امراً بالتوقف عن الخطبة للمأمون في صلاة الجمعة (١). ورغم ان ذلك كان يعني خروجاً مكشوفاً على سلطة المأمون الذي كان في هذه الاثناء قد وصل إلى بغداد فأن هذا الاخير وافق على ان يكون حكم خرسان والاقاليم المجاورة لها وراثياً في اسرة الطاهريين ، فوضع بذلك بداية لخروج بقية اجزاء فارس تدريجياً من سلطة العباسيين.
وبعد خروج فارس من سلطة العرب نهائياً اصبحت ايران حليفاً
__________________
(١) ارسل المأمون طاهر بن الحسن والياً على خراسان وليس للقضاء على فتنة هناك فحسب وكان ذلك في سنة ٢١٥ هـ وقد قطع هذا الخطبة بأسم الخليفة في سنة ٢٠٧ هـ. (المترجم).