مذهباً دينياً جديداً هو عبارة عن ابتعاد تدريجي عن التشيع باتجاه الالحاد التام وانكار كل شيئ ماخلا المادة. ان الهدف الاساس لهذا المذهب هو تعويد الجماهير على الطاعة العمياء للائمة الغائبين الذين يظهرون ارادتهم من خلال نوايا الزعماء الطموحة. لقد ارسل ابن ميمون اعداداً كبيرة من المبعوثين أو «الدعاة» إلى جميع انحاء العالم الاسلامي حيث جندوا آلاف الانصار الجدد للمذهب الاسماعيلي.
كان احد هؤلاء «الدعاة» قد ارسل إلى الكوفة وكر الشيعة القديم فاستطاع ان يقنع احد الفلاحين واسمه حمدان باعتناق المذهب الجديد. وكان حمدان هذا قد اطلق عليه بسبب قبح وجهه اسم سرياني هو قرمطو تحرف عند العرب فاصبح قرمطة. ولم يلبث هذا الفلاح ان اصبح مرشداً اسماعيلياً فاستقر في احدى ضواحي بغداد واخذ ينشر بنجاح الافكار الدينية الجديدة في العراق كله ويجند اعداداً كبيرة من الاتباع هناك اطلق عليهم القرامطة نسبة إلى اسم رئيسهم هذا (١).
لقد كان المذهب الاسماعيلي بشكله العام المفهوم اساساً للعقائد القرمطية ، لكن القرامطة في السابق من اجل تبسيط الاسلام ذهبوا إلى ابعد مما ذهب اليه معلموهم فقد اعلنوا مثلاً ان الصلاة والصيام والحج ليست فروضاً واجبة وسمحوا بشرب الخمر واذنوا لاتباعهم بالزواج من اقربائهم القريبين الذين يحرم القرآن الزواج بهم. وكانت المرأة حسب ما يؤكد الكتاب من المسلمين العادين الاخيرين مشاعة لدى اتباع هذه الطائفة وكذلك الملكية كما ان منظمتهم نفسها تشبه عصابة للسلب ذلك ان القرامطة كانوا يأخذون من المسلمين الموسرين جميع ثرواتهم بقوة
__________________
(١) FF.٢٦٩Idib,P.