السلاح دون ان يتردد بقتل من يعاند منهم (١).
لقد اصاب مذهب القرامطة نجاحاً غير اعتيادي خصوصاً في صفوف البدو فاستطاع افراد هذه الطائفة ان يرسخوا مواقعهم في العراق حيث كانت تعود لهم في السواد على ضفة الفرات قلعة قوية اطلق عليها اسم «دار الهجرة» اما مقرهم الرئيس فقد كان في مجموعة جزر البحرين التي كانت تدخل انذاك ضمن ولاية البصرة. لقد امتدت سلطة ابي سعيد الجنابي رئيس قرامطة البحرين فشملت الاقطار المجاورة للبحرين كالحسا وقطر والقطيف وحجار أي كل الشريط الساحلي الممتد حتى الكويت. لقد كان قرامطة البحرين الذين يؤمنون بالله بل ويعترفون بالقرآن ولكنهم يفسرون تعاليمه على هواهم ، على ما يقول دوزي (٢) ، يؤلفون خطراً جدياً على جيرانهم ذلك لانهم يؤمنون بانهم مدعوون لنشر معتقدهم بين المسلمين بقوة السلاح. لقد كان هذا الشعب المختار استمراراً للنشاط التخريبي الذي قام به الزنج في جنوب العراق وفي مدينته الرئيسة البصرة.
استطاع ابو سعيد الجنابي في عام ٩٠٠ م ان يتغلب وهو في طريقه إلى البصرة على القوات الحكومية التي ارسلت لصده غير انه لم يتمكن من أخذ المدينة. كذلك قام القرامطة في السنة نفسها بسلب قافلة للحجاج العراقيين كانت متوجهة إلى مكة وكرروا في السنة التالية هجوماً على البصرة ولكنهم منوا بالفشل مرة اخرى. لقد كان القتل والنهب يرافق كل اعتداء للقرامطة ولكن هؤلاء المتحزبين لم يتحولوا إلى سوط حقيقي مسلط على رؤوس اهالي البصرة الا في عهد ابي طاهر سليمان وهو ابن
__________________
(١) Ibid.P.٢٧٧.
(٢) Ibid.P.٢٧٨