شارك في الصراع الذي جرى بين ابناء ملك شاه حول السلطة فاستطاع باتخاذه جانب هذا الابن تارة وذاك تارة اخرى ان يرفع من منزلته بين العرب فاخضع بالتدريج مدناً عراقية مهمة من امثال هيت وواسط بل انه اخضع البصرة نفسها في حوالي سنة ١١٠٢م عندما ارسله إلى هناك السلطان محمد الذي كان حتى هذا الوقت قد استحوذ على السلطة وذلك لكي يقضي على التمرد الذي قام به هناك شخص يدعى اسماعيل بن ارسلان. لقد استولى صدقة على البصرة بعد معركة عنيفة واباحها لينهبها البدو التابعين له ثم نصب عليها والياً من قبله هو التونتاش الذي كان مملوكاً لجده دبيس. وفي السنة التالية استولى صدقة على مدينة تكريت الواقعة على نهر دجلة إلى الشمال من بغداد. وهكذا توحدت تحت سلطة هذا البدوي الماهر الشجاع الجزء الاكبر من العراق وكان له جيش يضم عشرين الف فارس وما لا يقل عن ثلاثين الفاً من المشاة. ولكن قوة هذا الشيخ المتزايدة باستمرار اثارت في النهاية خشية السلطان محمد الذي استغل رفض صدقة تسليمه حاكم منطقة ساوة الذي كان قد لجأ إلى الحلة فتحرك ضد تابعه الذي كان الغرور قد اخذه ووقعت بين الجيش السلطان محمد وقوات الشيخ صدقة في عام ١١٠٨م بالقرب من بغداد معركة دامية اسفرت عن اندحار صدقة الذي سقط قتيلاً في ساحة المعركة. كان ابن صدقة واسمه دبيس قد اسر في هذه المعركة وظل في الأسر طيلة المدة المتبقية من حكم السلطان محمد ثم اطلق سراحه من قبل السلطان محمود الذي خلف محمداً في عام ١١١٨م وعين والياً على الحلة. لقد كان دبيس هذا يسعى بحكم العرف العربي ، للثأر لابيه واصبح عدواً لدوداً للسلاجقة هدف حياته الاساس اسقاط هذه السلالة. ولم يتورع هذا الشيخ الذي كان يتحرق انتقاماً عن اتخاذ اية وسيلة مهما كانت وكان يعمل بالقوة هنا