اما ابن دبيس وكان اسمه صدقة فقد اتفق مع السلطان مسعود بك وتزويج من ابنته ولكنه لم يعمر طويلاً ذلك انه لم يلبث ان قتل بعد سنتين من موت ابيه أي في عام ١١٣٧ م في قتال خاضه لصالح السلطان مسعود ضد قوات والي فارس وعربستان الثائر على السلاجقة. وكان اخر ممثل لهذه السلالة العربية التي لم تعمر طويلاً هو علي بن صدقة الذي ناضل بهمة ضد السلطان مسعود من اجل ولاية الحلة حتى انه عمد إلى حصار بغداد كما فعل جده دبيس من قبل إلى ان امر السلطان الذي اتعبه الصراع بدس السم له فمات في عام ١١٥٠م ثم قام الخليفة المستجد في عام ١١٥٢م بالقضاء على اخر بقايا قوة قبيلة بني مزيد عندما تغلب عليها بالتحالف مع القبائل الاخرى وباسناد من اسطول البصرة. لقد بقي في ارض المعركة حسب شهادة المؤرخين ما يقرب الاربعة آلاف من بني مزيد في حين غادر الباقون العراق إلى الابد وتفرقوا في مختلف الاقليم المجاورة.
وصل تدهور السلالة السلجوقية حتى هذا الوقت ذروته لدرجة ان الخلفاء العباسيين المستضعفين اخذوا يفكرون باعادة سلطتهم الزمنية. لقد اخذ هؤلاء الخلفاء الذين كان السلاجقة يحيطونهم بالابهة والذين كانوا يتمتعون بحقوق معينة يحاولون ان لا يدعوا اية فرصة تمر دون ان يسعوا لاستغلالها لتوسيع حقوقهم. وهكذا مكنت النزاعات الداخلية التي جرت بين خلفاء السلطان محمد ، الخليفة المسترشد الذي عاصر دبيس الاسطوري من ان يستجمع قواه بحيث استطاع ان يساعد السلاجقة في صد هجوم دبيس على بغداد. وقد قللت هذه المساعدة التي قدمها الخليفة من تبعيته للسلطان. وتدخل الخليفة مرة اخرى في النزاع من اجل السلطة وكان تدخله في هذه المرة لصالح مسعود الذي انتصر فحصل منه الخليفة في عام ١١٣٢ م على اعتراف باستقلاله في بغداد وضواحيها.