(٨٢))
وقوله ـ تعالى ـ : (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى
(٨٣) قالَ هُمْ
أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى
(٨٤) قالَ
فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ) ؛ أي : أمرناهم واختبرناهم. فعصوا أمرنا ، فعذّبناهم.
[والفتنة في
كتاب] الله ـ تعالى ـ على وجوه.
بمعنى :
الاختبار ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) .
وبمعنى : حبّ
الشّيء ، كقوله ـ تعالى ـ : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ
وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) .
وبمعنى :
العذاب ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ هُمْ عَلَى
النَّارِ يُفْتَنُونَ) ؛ أي : يعذّبون.
وبمعنى : الكفر
كقوله ـ تعالى ـ : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ
مِنَ الْقَتْلِ) .
[وبمعنى] : العظة
والعبرة ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) .
قوله ـ تعالى ـ
: (وَأَضَلَّهُمُ
السَّامِرِيُ) (٨٥) ؛ أي : زيّن لهم عبادة العجل ، وكان [هو من قوم] يعبدون البقر.
__________________
