النّعمان ـ رحمه الله ـ قال (١) : هذا خطأ فاحش وزلل بيّن واضح من جهة الدّراية والرّواية.
أمّا الدّراية ، فلو كانت هذه الآية في النّساء لقال ـ سبحانه ـ (٢) : إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس (٣) ويطّهركم (٤).
وأمّا من جهة الرّواية ، فلما ذكرناه عن عائشة وأمّ سلمة (٥) [وما (٦) ذكروه (٧)] (٨) من سياق الآيات والجمل ، فإنّ كلّ جملة لها حكمها. ويجوز في كلام الله ـ تعالى ـ و (٩) في لغة العرب ولسانهم وطريقتهم أن يخرج المتكلّم من كلام إلى كلام ، ومن جملة ، إلى جملة ، ثمّ يرجع إلى الجملة الّتي ابتدأ بها. وهذا في كلام الله ـ تعالى ـ ولغة العرب كثير. فلا يقدح طعن هذا الطاعن فيما ذكرناه (١٠).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ ولصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ
__________________
(١) ج ، د : فقال.
(٢) ب : الله ـ تعالى ـ.
(٣) ب زيادة : أهل البيت.
(٤) ب زيادة : تطهيرا.
(٥) ج ، د ، م زيادة : رضي الله عنها.
(٦) د : ممّا.
(٧) ج : ذكر.
(٨) ليس في م.
(٩) ليس في أ ، ب.
(١٠) ج : ذكرنا.+ أنظر : الفصول المختارة / ٥٣ ـ ٥٥.+ سقط من هنا الآية (٣٤)