وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (٣٥) :
روي : أنّ السّبب في نزول هذه الآية (١) ، أنّ أمّ سلمة رحمها الله (٢) قالت للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : يا رسول الله ، ما أرى (٣) للنّساء ذكرا مع الرّجال في القرآن العزيز؟ فنزل جبرائيل ـ عليه السّلام ـ على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فتلا عليه هذه الآية. فتلاها النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ على أمّ سلمة رحمه الله ـ تعالى ـ (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) ؛ يريد به : زيد بن حارثة ؛ مولى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ [أنعم الله عليه] (٥) بتوفيقه للإسلام ، وأنعم النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عليه (٦) بالعتق (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) :
وكان زيد قد شكا إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ من زوجته ؛ زينب بنت جحش القرشيّة ، وقال : إنّي أريد طلاقها.
فقال له النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : «أمسك عليك زوجك» شافعا لا
__________________
(١) م : الآيات.
(٢) ب ، ج ، د : رحمة الله عليها.
(٣) ج ، د : مالي لا أرى.
(٤) التبيان ١٠ / ٣٤٢ وتفسير الطبري ٢٢ / ٩.+ ب ، ج ، د ، م : رحمة الله عليها.+ سقط من هنا الآية (٣٦)
(٥) ليس في أ ، ب.
(٦) ليس في أ ، د.