الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣٩) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٤) وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (٥) قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) ؛ أي (١) : استقيموا إليه بالتوحيد والإيمان والطّاعة.
ثمّ [تلا عليه قوله ـ تعالى ـ] (٢) : (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) (٧) :
قال الفرّاء : هذه الآية (٣) خاصّة نزلت في رؤساء قريش. كانوا في الجاهليّة يطعمون الحاجّ ويسقونهم ، فحرّموا ذلك على من آمن بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٤).
قوله ـ تعالى ـ : «وهم بالآخرة هم كافرون».
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٨) ؛ أي : غير مقطوع عنهم (٥). عن الكلبي والزّجاج (٦). تقول : مننت الحبل ؛ أي :قطعته.
قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) :
__________________
(١) ليس في م.
(٢) ليس في د.+ ج : تلا.+ ب : تلا عليه.
(٣) أ : الآيات.
(٤) معاني القرآن ٣ / ١٢.
(٥) ليس في أ.
(٦) التبيان ٩ / ١٠٧ من دون نسبة القول إلى أحد.