أبو الحسن ناصر (١) بن مهدي بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مهدي بن الناصر بن زيد المذكور ، الرازي المنشأ المازندراني المولد.
ورد بغداد بعد قتل السيد النقيب عز الدين يحيى بن محمد الذي كان نقيب الري وقم وآمل ، وهو من بني عبد الله الباهر. وكان محمد بن النقيب يحيى المذكور معه ، وكان الوزير ناصر الدين فاضلا محتشما حسن الصورة مهيبا فوضت اليه النقابة الطاهرية ، ثم فوضت اليه نيابة الوزارة فاستناب في النقابة محمد بن يحيى النقيب المذكور ثم كملت له الوزارة ، وهو أحد الاربعة الذين كملت لهم الوزارة في زمن الخليفة الناصر لدين الله ، ولم يزل على جلالته في الوزارة ونفاذ أمره وتسلطه على السادة بالعراق ، الى أن أحيط بداره ذات ليلة فجزع لذلك وكتب كتابا ثبتا يحتوي على جميع ما يملكه من جميع الأشياء حتى خلى ثيابه وكتب في ظهره ؛ إن العبد ورد هذا البلد وليس له شيء يلبسه ويركبه ؛ وهذا المثبت في هذا الثبت انما استفدته من الصدقات الإمامية. والتمس أن يصان في نفسه وأهله ، فورد الجواب عليه : إنا لم ننقم عليك بما سترده وقد علمنا ما صار اليك من مالنا وتربيتنا وهو موفر عليك ؛ وذكر له أن امرا اقتضى له أن يعزل. فسأل أن ينقل الى دار الخلافة ليأمن من سعي الأعداء وتطرقهم اليه بشيء من الباطل فنقل هناك وبقي مصونا الى وفاته ؛ وقد قيل في سبب عزله أقوال منها : أن الخليفة الناصر ألقى اليه رقعة ولم يعلم صاحبها وفيها هذه الأبيات :
ألا مبلغ عني الخليفة أحمدا |
|
توق وقيت الشر ما أنت صانع |
__________________
(١) ناصر بن مهدي الملقب نصير الدين ، وزير من الأفاضل الوجوه وذوي الرأي ، تقلد الوزارة للخليفة الناصر ببغداد سنة ٤٩٢ وحمدت سيرته ولم يطق تحكم المماليك بدار الخلافة فجعل يشردهم فاكثرو من القول فيه فعزله الخليفة سنة ٦٠٤ واعتذر اليه وأكرمه فاقام موقرا محترما الى أن توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة ٦١٧. م ص