على الجسم نتيجة حتمية ، وهذا أمر محسوس ما اظن احدا منا ينكره ، كيف وها نحن نمر كل يوم بتجارت وأزمات تبعث على القلق والاضطراب ، وإذا اشتد تأثيرها النفسي فنحس بعوارضها على البدن كالصداع والحمى وغيرهما من الاوجاع الناشئة عن التوتر العصبي أو انهيار الاعصاب فهذه الاعراض والامراض نتائج حتمية لتلك الالام النفسية لا انها تنحصر بها بل لها اكثر من سبب إذن لا مانع ـ بل من الخير ـ معالجتها علاجا نفسيا وروحيا لحسم مادة الالم وتطهير مصدره حتى تخلص النفس من مشاكلها بالدعة والاطمئنان الى تأثير مدبر في شؤونها عارف بخيرها يرجى منه الصلاح والاصلاح ، فتهدأ آلامها وتخلد الى الراحة ريثما يتم لها الشفاء المتوقع وإذا هدأت النفس واطمأنت ، دبت العافية الى اجزاء الجسم المصابة بسببها نتيجة حتمية ايضا لها.
وما اظن القارئ ينكر الطب النفساني والروحاني ومدى تأثيرهما في معالجة كثير من الامراض الباطنية والعقلية بل وحتى الجلدية والمتوطية والتناسلية.
وكم قرأنا وسمعنا شواهد على ذلك أقرها العلم الحديث بمفهومه الشامل.
وبعد هذا فماذا على الامام وهو يحرص على صحة امرئ مسلم مبتلى بمرض مبعثه ألم نفسي ويزول مرضه بعلاج نفسي ان لا يسعفه بذلك لتعجيل شفائه.
وما عليه وهو يرى عوارض المريض مركبة من آلام نفسية وعوارض بدنية ان يعالج روحه وجسده في آن واحد ، فيصف له ما يشفي بدنه من مرضه بمستحضرات العقاقير مثلا ، ويشفي روحه ببركة آي من القرآن الكريم أو أسم من أسماء الله جل جلاله أو عوذة اشتملت على الاستعاذة بالله جل اسمه والتوسل إليه بملائكته المقربين أو أنبيائه المرسلين أو عباده المكرمين.
وهلم فلننظر في وصفات هذا اللون من العلاج فهل هي إلا ما وصفناه. وما الذي ننكره من الاستشفاء بها وهى عين الشفاء ، فالقرآن العظيم فيه من الاي الظاهرة الصريحة بانه شفاء المؤمنين كقوله عزوجل في سورة يونس ٥٧ (يا أيها الناس قد